أثار حرق العلم المغربي من قبل متظاهرين "متضامنين مع معتقلي حراك الريف" يوم السبت الماضي في العاصمة الفرنسية باريس، موجة من الجدل في المغرب، إذ رأىالبعض فيها خطوة غير مقبولة وغير محسوبة العواقب.
فئة عاقة
وفي تعليقه على الحادث الذي أُثار جدلا كثيرا قال أحمد الزفزافي والد المعتقل ناصر الزفزافي في تصريح نقله موقع "اليوم 24" إن "مسيرة باريس كانت استثنائية لأنها عرفت مشاركة كل المغاربة، وليس فقط أبناء الريف".
وشدد على أن الريف ليس انفصاليا، ولم يكن كذلك، بدليل الأمواج البشرية، التي خرجت للتضامن معه في العاصمة الرباط، والتي ضمت كل أطياف المغاربة، وقال "يكفينا فخرا أننا استطعنا توحيد المغاربة".
وتابع الزفزافي الأب حديثه قائلا "الناس الذين حرقوا يجب أن نعرف الدافع وراء إحراقهم للراية؟، ويجب أن نعرف من أين أتوا؟ وبعثوا من طرف من؟، وخصنا نعرفوا، الذين ظهروا بعد اعتقال النشطاء، من بعثهم وأدى لهم؟ ذاك الساعة سنصل إلى الحقيقة".
وكتب محمد أحميجيق شقيق المعتقل على خلفية حراك الريف نبيل أحمجيق في الفايسبوك "إن من اقدموا على حرق العلم بباريس يوم أمس هم فئة عاقة خارجة عن الإجماع الحراكي ولا صلة لهم ولا قبل لا بالحراك الشعبي ولا بمطالبه العادلة ولا حتى بمعتقليه الأبرياء لا من قريب ولا من بعيد".
مسر بالرموز
وفي بلاغ له قال مجلس الجالية المغربية بالخارج إن "حرق العلم الوطني يعتبر مسا بأحد رموز السيادة الوطنية وخدشا لكرامة المغاربة"، وأضاف أنه "يندد بهذا العمل الصبياني الجبان الذي يعد مسا خطيرا بأحد رموز السيادة الوطنية وخدشا لكرامة المواطنين المغاربة داخل الوطن وخارجه".
وأكد الأمين العام للمجلس، عبد الله بوصوف، على أن تدنيس العلم الوطني هو "عمل إجرامي لا علاقة له بحرية التعبير عن الرأي"، وشدد "على أن هذا السلوك الهمجي يسيئ لأجيال من المغاربة والمغربيات من شمال المغرب إلى جنوبه الذين قدموا تضحيات جسام من أجل استقلال المغرب ووحدة أراضيه ونمائه وتقدمه".
من جانبه قال المجلس الفدرالي المغربي الألماني في بيان له إنه "اجتمع رفقة أعضاء من جمعيات المساجد الممثلة للمجتمع المدني في ألمانيا بهدف إصدار البيان، الذي يستنكرون فيه تلك التصرفات اللامسوؤلة "لهذه الشرذمة المعادية لاستقرار المغرب ووحدته وتماسكه تحت القيادة الرشيدة والمتبصرة للملك محمد السادس".
سعي لإدامة الاحتقان
وكتب القيادي في جماعة العدل والإحسان حسن بناجح "لو كان في الدولة عقل راجح لما تردد في اختيار اللحظة للتخفف من الملف الثقيل لشباب الوطن معتقلي حراك الريف بإطلاق سراحهم فورا، على عكس ما يقوم به المساميم من الانتهاز السيء للحدث المشبوه المعزول المدان بإحراق العلم للدفع نحو مزيد من تعقيد الوضع والإمعان في الانتقام من أبناء الشعب وتبرير القبضة البوليسية. إلا إذا كانت رغبة النافذين تلتقي مع فعل الحرق، ولو موضوعيا، فهذا كلام آخر".
ونشرت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية أمينة ماء العينين، بدورها تدوينة على صفحتها في موقع الفايسبوك قالت فيها "هذا الوطن الذي لا يملكه أحد، لأنه يملكنا جميعا، فلماذا الاساءة اليه ولرموزه الجامعة الموحدة؟ لماذا يحرق علمه وإقحام ذلك فيما يمكن اعتباره زورا وتضليلا "نضالا" لأجل قضية نبيلة؟".
وعبرت عن يقينها بأنه من قام "بمثل هذه الأفعال الصغيرة" يسعى "إلى استدامة الاحتقان، ويعرقلون كل المساعي الانسانية والسياسية والحقوقية التي تحاول أن تجد صيغة لطي ملف معتقلي حراك الريف للإفراج عن الشباب خدمة للوطن وصورته، ورحمة بالعائلات والشباب والأطفال ووقفا للمعاناة، بمنطق مستوعب ومتجاوز مهما كانت الأخطاء".
اعتداء على المغاربة
فيما كتب صلاح الوديع، رئيس حركة "ضمير"، وعضو "المبادرة المدنية من أجل الريف"، على صفحته في فايسبوك "الذين أحرقوا العلم المغربي...إن كانوا أجانب فقد احرقوا قلوبنا معه، وإن كانوا مغاربة فقد احرقوا جلودهم معه".
وتابع "لكن مهما يكن هؤلاء، إياهم أن يعتقدوا انهم أصابونا في مقتل على ضفاف السوشل ميديا السهلة التحدي والبخسة الثمن".
وفي تدوينة مماثلة قال المحلل السياسي والأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط عمر الشرقاوي "الوطن مليء بالأعطاب والمظالم والاقصاء والحكرة، لكنه بيتنا الذي نتخاصم فيه ونغضب بين جدرانه، لكن بالتأكيد ليس بورصة ندخلها لربح بعض الاسهم واذا خسرنا ندير لها الضهر (...)، ولهذا لم نسمع يوما ان ابراهام سرفاتي او اليوسفي او بنزكري او ايت يدر مع كل الحيف الذي تعرضوا له، هددوا بحرق بطاقات هويتهم او جوازات سفرهم اما حرق العلم فلم يخطر يوما على بالهم وبال مناضليهم".
يذكر أنه سبق لناصر الزفزافي أن دعا في بداية شهر أكتوبر الجاري إلى تنظيم مسيرة في العاصمة الفرنسية باريس بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لمقتل بائع السمك محسن فكري طحنا في شاحنة لنقل النفايات بمدينة الحسيمة.