يابلادي : أتعتقدون أن المغرب سيكون في موقع قوة أمام اسبانيا، خلال زيارة رخوي للمغرب ؟
بيرنابي لوبيز غارسيا: سيكون من الخطأ اعتبار هذه الزيارة مثل مباراة يكون فيها طرف منتصر و الآخر خاسر، بل يقتضي المنطق الطبيعي رؤيا أخرى، حيث يجب استعادة هذا المنطق الطبيعي الذي لم يكن حاضرا باستمرار في علاقاتنا، فلماذا الحديث عن موقع القوة ؟ هل لأن المغرب يمكنه أن يقول لا لاتفاقية الصيد؟ لا أعتقد ذلك، إذ يبدو من خلال بعض التصريحات التي أدلت بها السلطات المغربية أن المغرب مهتم أكثر بتجديد هذه الاتفاقية.
فاتفاقية الصيد يجب أن تصب في مصلحة المغرب، وهذا أمر طبيعي، دون أن ننسى أيضا الساكنة المحلية الصحراوية. وبالفعل، فقد ألح البرلمان الأوربي على هذه النقطة بالذات قبل أن يستعمل حقه في الفيتو. وبمنح المزيد من الاستقلالية للصحراء، كما هو مقترح في مشروع الحكم الذاتي الذي يتبناه المغرب، ستتمكن الساكنة الصحراوية من الاستفادة أكثر من اتفاقية الصيد هذه.
وعلى العموم، فمستقبل البلدين جد مترابط، ولهذا سيكون من غير المسؤول، لا من جهة رخوي أو من جهة بنكيران، القيام بتنازلات ديماغوجية أو شعبوية على هامش الرأي العام الذي لا هم له سوى تدمير العلاقات.
ما هي النقطة التي سيركز عليها المغرب لكي يقوم بموازنة القوى أمام اسبانيا ؟
يجب التركيز على محادثات صريحة حول جميع القضايا المشتركة بين المغرب واسبانيا دون طابوهات، مع احترام مواقف الطرف الآخر، وهكذا سيتم فرض سياسة الأمر الواقع في آخر المطاف. والحزب الشعبي ليس" صديقا للبوليساريو " فيما يخص المطالبة " بحق تقرير المصير بالنسبة للصحراويين"، ليس أكثر من حزب العمال الاشتراكي الإسباني، لأن هذا هو الموقف الدولي في القضية، لكنني أعتقد بأنه يمكن إيجاد حل لقضية تقرير المصير بمنح "الحكم الذاتي" للصحراويين، الأمر الذي لم يجربه المغرب بعد.
ومن الواضح أن الحزب الشعبي لن يقف حاجزا أمام المصالح المغربية مع العلم أن الأمر يتعلق بملف حيوي بالنسبة للمغرب و المغاربة، لكن لا يجب أن ننسى بأن الصحراويين يتماشون مع روح الدستور الجديد.
هل من الممكن أن تتم إثارة قضية سبتة ومليلية خلال هذه الزيارة ؟
لما لا ؟ فهذا ما أشرت إليه عندما تطرقت للمحادثات الصريحة حول جميع القضايا المرتبطة بالعلاقات الاسبانية-المغربية، من دون طابوهات ومع احترام مواقف الطرف الآخر، أما قضية سبتة ومليلية فهي نزاع في حد ذاته، و البلدان لا يتبنيان نفس المواقف وذلك لأسباب خاصة بكل طرف من الطرفين، لكن كما كان في عهد الحسن الثاني، يمكن إيجاد " اتفاق" من أجل خلق ثروات و تنمية الجهات المجاورة مثل منطقة اجبالة و الريف.