وحسب ما تشير إليه يومية لاكروا، فهذه الدراسة حول الحالة الصحية للمهاجرين قد تم إنجازها من طرف مجلة BEH التي يسهر على تحريرها أعضاء مؤسسة المرصد الصحي، وهي مؤسسة عمومية تهدف إلى مراقبة الصحة العمومية، وأول ملاحظة تدعو للقلق هي كون الحالة الصحية للمهاجرين قد تدهورت حتى أصبحت يرثا لها مقارنة مع الحالة الصحية للفرنسيين من أصول مهاجرة وهم في الثلاثينيات من عمرهم،
العمل هو الصحة
وفي سنة 1975، لاحظ الباحثون خلال إنجاز الإحصاء بأن المهاجرين يعيشون حياة أطول من الفرنسيين، إذ يصل أمد حياتهم إلى 70 سنة، والسبب الرئيسي في ذلك هو كون الحكومة الفرنسية كانت تذهب إلى البلدان الأصلية لكي تختار وترسل المهاجرين الأقوياء إلى فرنسا، وهذه القوة هي التي مكنت المهاجرين من أن يكونوا في صحة جيدة في فرنسا.
وبعد 25 سنة، أي بعد سنوات طوال داخل المصانع و الورشات، تغيرت الأمور بطريقة مفاجئة، فكيف يعقل ونحن في الألفية الثانية و الحالة الصحية للمهاجرين تتدهور سريعا مقارنة مع الحالة الصحية للفرنسيين. وتشير الأسبوعية الفرنسية إلى أن " الحالات التي صرح بها كحالة صحية " ضعيفة" أو " سيئة جدا" بلغت عند المهاجرين ضعف ماهو عليه المتوسط الوطني "، كما تشير الدراسة إلى أنه كلما قرر هؤلاء المهاجرون المكوث في فرنسا كلما تدهورت حالتهم الصحية ، ويشير أحد أصحاب هذه الدراسة إلى " كون المهاجرين الحاصلين على الجنسية أكثر مرضا من المهاجرين غير الحاصلين على الجنسية"، وحري بنا كذلك، أن نأخذ بعين الاعتبار صعوبة المهام التي يقوم بها المهاجرون.
صعوبة الولوج إلى الرعاية الطبية
إذا كانت الحالة الصحية للمهاجرين اليوم تتدهور بطريقة سريعة، فهذا يرجع إلى صعوبة حصولهم على الرعاية الصحية، ويشير موقع Santé Log إلى أن " صعوبة الحصول على العلاجات و طرق الوقاية (...) تصبح أكثر صعوبة مع وجود الحواجز الإدارية، كاللغة و(...) خصوصا في الطب العام، مما يؤدي إلى تضرر الوضعية الاقتصادية و الاجتماعية للمهاجرين و ضعف الاستفادة من الصحة التكميلية و الادماج الاجتماعي وبالتالي إمكانية الإطلاع على الموارد المتاحة".
هذه الصعوبات المختلفة تؤدي إذن إلى تأخر التشخيص المبكر و العلاجات الطبية للمهاجرين الذين لا يحصلون، بنفس الطريقة، على توعية بمخاطر الأمراض التي تواجههم.
"ضعيف مثل تركي"
حسب الدراسة، فالمهاجرون الأتراك و البرتغاليون يأتون في المرتبة الأولى لأنهم يتوفرون على صحة ضعيفة جدا، يليهم النساء المهاجرات اللائي يلاقين صعوبات خلال فترة حملهن، و أخيرا هناك المهاجرون السياسيون الذين تعرضوا للتعذيب أو الصدمات داخل بلدهم الأصلي، وتشير أرقام الدراسة إلى" أنه بين 2004 و2010، اتضح أن 60 في المائة من بين 836 17 شخص، الذين تمت معاينتهم داخل المركز الصحي ل كوميت، قد تعرضوا للعنف داخل بلدانهم الأصلية و حوالي ربع هؤلاء قد تعرضوا للتعذيب".
ويشير موقع Santé Log إلى نقطة أخرى وهي كون الأمراض التي تصيب المهاجرين بكثرة هي السيدا و التهاب الكبد B والسل، وتضيف الدراسة إلى أن " معدل اكتشاف الإصابة بفيروس داء فقدان المناعة المكتسبة VIH و الإصابة بداء السل مرتفع بثمانية إلى عشرة مرات لدى المهاجرين مقارنة مع غير المهاجرين".