أصدر مركز بيو للأبحاث الذي يتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقرا له دراسة جديدة يوم الثلاثاء الماضي، كشفت عن أن الأمريكيين والأوروبيين يتقبلون وجود جيران مسلمين، أكثر من تقبلهم تواجد مسلمين داخل عائلاتهم.
وأشارت الدراسة إلى أن 89 في المائة من الأمريكيين غير المسلمين الذين تم استطلاع آرائهم، عبروا عن استعدادهم لتقبل وجود جيران مسلمين، فيما رحب 79 في المائة منهم فقط بفكرة وجود مسلمين وسط عائلاتهم.
وبالرغم من أن الأوروبيين تقاسموا نفس الرأي مع الأمريكيين، إلا أن الأرقام تظهر تقبلا أٌقل للمسلمين، ففي فرنسا رحب 66 في المائة من الأشخاص المستطلعة آراؤهم بفكرة تواجد جيران مسلمين بجوارهم، ووصلت النسبة إلى 55 في المائة في ألمانيا، فيما تم تسجيل 54 في المائة في مملكة النمسا، لينخفض العدد في المملكة المتحدة إلى 53 في المائة، و43 في المائة بإيطاليا.
وأوضحت الدراسة أن الآراء اختلفت من شخص لآخر، فكلما كان الشخص متعلما وحاملا لشهادات جامعية، كلما زاد تقبله للمسلمين وللإسلام بصفة عامة، في حين أن معظم الأشخاص ذوي التعليم البسيط أبدوا آراء سلبية اتجاه المسلمين.
وكشفت نتائج الدراسة أيضا أن معظم المستجوبين في الولايات المتحدة والحاصلين على شهادة جامعية، أظهروا استعدادا أكثر لتقبل المسلمين كأفراد من عائلاتهم بنسبة 75 في المائة، مقارنة مع أولئك الذين لم يسبق لهم قط أن تلقوا تعليما عاليا.
وتمت ملاحظة الامر نفسه تقريبا في أوروبا الغربية، إذ عبر غالبية الأشخاص الحاصلين على شهادات جامعية عن استعدادهم لقبول شخص مسلم كفرد من العائلة، عكس أولئك الذين لم يتلقوا تعليما جامعيا، ووصلت النسبة إلى 67 في المائة في بألمانيا، و71 في المائة في المملكة المتحدة، و67 في المائة في النمسا.
ويرى المركز أن النتائج تختلف حسب الموضوع أيضا، فعندما يتعلق الأمر بقضية سياسية أو ديموغرافية، تشير الدراسة إلى أن "أولئك الذين يميلون إلى صف الأحزاب اليمينية في أوروبا الغربية، يتقبلون الفكرة بشكل أقل من أولئك الذين يميلون إلى الأحزاب اليسارية".
وينطبق الأمر نفسه على الولايات المتحدة، إذ أن أولئك الذين يتعاطفون مع الحزب الديمقراطي، هم الأشخاص الأكثر انفتاحا مقارنة مع الجمهوريين الذين قال 67 في المائة من المستجوبين منهl، إنهم مستعدين للترحيب بمسلم كفرد من عائلتهم مقابل 88 في المائة من الأشخاص المتعاطفين مع الحزب الديمقراطي.
وأوضحت الدراسة أن الطريقة التي يرى بها هؤلاء الأشخاص المسلمين، ترتبط أيضا نظرتهم إلى الدين الإسلامي ومقارنته مع ثقافتهم وقيمهم، فبالرغم من أن أغلبية المستجوبين سواء في الولايات المتحدة أو أوروبا الغربية عبروا عن تقبلهم للمسلمين، إلا أن نظرتهم للإسلام تختلف، حيث يرى بعضهم أن الديانة تتعارض مع نمط حياتهم وقيمهم.