أثير جدال حاد بين القناة التلفزية الأولى والمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، وذلك على خلفية بث القناة لتقرير حول حركة الاحتجاج لبعض آباء الأطفال المرضى المحرومين من التطبيب المجاني، في حين أن المركز الاستشفائي كان قد نشر بلاغا للعموم، يوم الاثنين الماضي، يوضح فيه ظروف الواقعة.
الأطفال المنحدرين من أسر معوزة محرومون من العلاج
في تصريح لها، تشير فاطمة البارودي، مديرة أخبار الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة الوطنية، قائلة : " بالنسبة لنا، فالصحفية التي أعدت التقرير قد قامت بعمل جيد، وهذا عمل يدخل في إطار إستراتيجية القرب التي ننهجها، وليس لدينا شيء آخر لنضيفه إلى ما تم تأكيده في البلاغ، فالمركز الاستشفائي قد صرح بموقفه كتابة، ونحن قد قمنا بنفس الشيء". وفي واقع الأمر، فالأولى قد أشارت في هذا البلاغ إلى أن هذا التقرير يدخل في إطار " انشغالاتها اليومية بالمواطنين". فبعد مناقشة هذا الموضوع مع هيئة التحرير، قررت مديرة الأخبار، بث هذا التقرير في الحال، إذ من خلاله قامت الأولى باستجواب آباء الأطفال المصابين بالسرطان، الذين أتوا للاستفادة من العلاج المجاني بمستشفى الأطفال بالرباط، لكننا نلاحظ من خلال هذا التقرير بأن الآباء يستنكرون رفض المستشفى منح أبنائهم علاجات مجانية. هذا الخبر الذي بثته الأولى، يكشف من ناحية أخرى عن حقيقة عائلات معوزة تتوفر على شهادة الاحتياج، ومن جهته، يصرح المركز الاستشفائي "بأن التقرير الذي تم بثه في الثالث من هذا الشهر، لم يأخذ سوى رأي العائلات دون البحث عن المعلومة الصحيحة من أجل تنوير المشاهد حول حقيقة المشكل" ودافع عن موقفه مؤكدا على أن " حركة الاحتجاج التي خاضتها عائلات المرضى ليس لها علاقة برفض بعض شهادات الاحتياج، بل تتعلق بالشروط المفروضة على بعض المرضى لاحترام عملية تنظيم العلاج".
ومن جهته، يؤكد فريق عمل الأولى بأنه حاول الاتصال بإدارة مستشفى الأطفال بالرباط، عدة مرات، لأخذ رأيها في الموضوع لكن دون جدوى، وفي آخر المطاف، قرر الاكتفاء بتصريحات عائلات الأطفال المصابين بالسرطان، الذين يعيشون معاناة حقيقية، حسب البلاغ الذي أوردته القناة.
المركز الاستشفائي الجامعي بالرباط يدافع عن نفسه
ولكي يفند أقوال الأولى، يؤكد المركز الاستشفائي بأن " المرضى المصابين السرطان يستفيدون مجانا من جميع الخدمات الطبية المقدمة في المستشفى بما في ذلك المواد التي يتطلبها العلاج الكيميائي الباهظ الثمن بالإضافة إلى أغلب الأدوية المرافقة المتوفرة بالمستشفى، وهذا كله بفضل المجهودات الجبارة لوزارة الصحة، وجمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان والمركز الاستشفائي ابن سينا"، ويضيف البلاغ الصادر عن المركز الاستشفائي بأنه " فقط بعض التحاليل البيولوجية و بعض الفحوص بالأشعة الأساسية هي التي لا تدخل ضمن الخدمات المجانية المقدمة للأطفال غير المنحدرين من جهة الرباط – زمور- زعير، لأنها متوفرة مجانا في جميع المستشفيات الجهوية والإقليمية ".
وبالنسبة للأولى، فإنه لا داعي للتفكير في كون التقرير لا يعكس الواقع، ففي واقع الأمر، تأكد القناة على أن العائلات تعبر عن رأيها وأن مجمل التقرير يستند فقط إلى تصريحات الآباء و المتدخلين.