القائمة

أخبار

الجزائر تأمل في أن تصبح المصدر الأول للفوسفاط

يعد الرفع من صادرات الفوسفاط إلى الخارج من بين أهم أولويات الجزائر، التي تأمل في صعود مراتب الخمس للمصدرين العالميين، التي يترأسها المغرب. وللوصول إلى ذلك على الجزائر إيجاد حلول لنقل الفوسفاط الخام.

نشر
شاحنات م.ش.ف. تنقل الفوسفاط
مدة القراءة: 3'

أفادت صحيفة الوطن في موقعها على الانترنت أن المغرب هو حاليا ثالث أكبر منتج للفوسفاط وراء الولايات المتحدة (المرتبة الأولى) والصين (المرتبة الثانية). حيث أنه ينتج 28 مليون طن سنويا ويعد أيضا أكبر دولة مصدرة للفوسفاط في العالم.

وعلى مستوى الإنتاج والتصدير فتونس تحتل مرتبة أفضل من الجزائر. فالجزائر  عاشر بلد منتج للفوسفاط وخامس مصدر على الصعيد العالمي. ويبدو أن هذا التصنيف لم يرق للجزائر التي تأمل في تسلق سلم الترتيب لمنافسة المغرب الذي يحتل المرتبة الأولى. وتعتزم القيام بذلك إنطلاقا من هذه السنة.

مشاكل النقل

تفيد جريدة الوطن أن الجزائر تتوفر على احتياطي من الفوسفاط يقدر بملياري طن. وتتوصل بطلبات على الفوسفاط لاتقل عن 5 ملايين طن من أماكن مختلفة من العالم، ولم يعادل هذا الرقم منذ 1983 سنة إنشاء الشركة  الوطنية للحديد والفوسفاط التابعة لمجموعة فيربوس".

لماذا لا يمكن للجزائر أن تحتل مرتبة أفضل على الصعيد العالمي، رغم كمية الفوسفاط التي تتوفر عليه؟ والسبب بسيط إذ يتجلى في المشاكل المتعلقة بالنقل. فالشركة الوطنية للنقل السككي تواجه مشاكل لوجيستيكية لنقل الفوسفاط الخام الآتي من مناجم "سوميفوس تبيزا"، الفرع الأول "لفيرفوس"،  إلى ميناء عنابة، واحد من بين 10 موانئ  تجارية في الجزئر. وهذا يعكس تصديرها الضعيف للفوسفاط. ففي شهر شتنبر لم تنقل قطارات الشركة الوطنية للنقل السككي سوى 700 ألف طن من خام الفوسفاط مقابل 1.1مليون طن التي طلبها الزبناء الأجانب. وبالتالي تسلم 60% فقط من الطلبية. ولكي تتجاوز هذا المشكل الكبير قررت الجزائر الاستعانة بخدمات شاحنات شركة "سوترامين" التابعة لمجموعة "فيربوس" التي تمتلك حوالي ثلاثين شاحنة، نصفها معطلة. ومن الصعب عليها مواكبة وثيرة  الإنتاج.

بعض المشاكل المشابهة في المغرب

وكان المكتب الشريف للفوسفاط قد عانى من نفس مشاكل النقل في شهر يناير 2011. فالنقل السككي لم يكن في المستوى بين خريبكة والدار البيضاء لنقل كمية كبيرة من الفوسفاط. وفي الواقع ، الاستعانة ب14 قطارا يوميا لنقل الخام ، غير كافية في نظر المكتب الشريف للفوسفاط . فما كان على المجموعة إلا استخدام  200 شاحنة كبيرة لنقل الخام. و لتفادي تكرار هذه المشاكل اللوجيستيكية فكر م.ش.ف في طريقة أكثر نجاعة تتمثل في نقل الفوسفاط بواسطة أنابيب. وسيتم مزج الفوسفاط بالماء ثم نقله وضخه هيدروليكيا لمسافة طويلة. وعند وصول الخام إلى الدار البيضاء سيتم تصفيته عن طريق فصله عن الماء. ومن المرتقب أن يتم العمل بالأنابيب في السنة المقبلة. وكلف هذا المشروع مبلغا إجماليا قدره 4 ملايير درهم.

وبالإضافة إلى المشاكل اللوجيستيكية، كان على سوميفوس مواجهة إضراب عن العمل خاضه 2400 عامل وأدى إلى  تأخير العمل مابين نهاية أبريل وبداية يونيو. وكان لهذا الإضراب الأثر السيئ على سمعة الشركة التي تفي بالتزاماتها في تسليم الطلبيات. ونتيجة لذلك تم الاستغناء عن أشخاص و عُيّن آخرون لرئاسة الشركة.

الأهداف

الجزائر اليوم مستعدة لعدم التنازل عن أي شيء رغم مشاكل النقل التي تعتزم حلها قريبا. ومن بين الاستراتيجيات التي ستعتمد عليها هي استهداف أسواق جديدة. مثلا الفوسفاط الذي يستخرج من حوض جبل في جنوب تيبيسا سيباع في آسيا الجنوبية والجنوبية الشرقية و أمريكا الجنوبية.

ولصعود مراتب في سلم الترتيب العالمي، تعتزم الجزائر كذلك الاستفادة مما يفعلونه جيرانها المنافسين، خاصة المغرب وتونس. وهكذا وعوض تصدير خام الفوسفاط إلى الخارج، تفكر الجزائر تصنيعه في البلاد لربح المزيد من المال.