القائمة

أخبار

أكادير: نشطاء يدقون ناقوس الخطر بعد نفوق جماعي للأسماك بواد ماسة ‎

أثار نفوق عدد كبير من أسماك "البوري" بواد ماسة المتواجد في دوار أملالن نواحي مدينة أكادير، يوم الخميس الماضي 12 شتنبر الجاري، استياء مجموعة من النشطاء المدنيين وكذا السياسيين، ودقت جمعية "بييزاج" ناقوس الخطر بشأن التغيرات المناخية التي تهدد البيئة والتنوع المناخي في المنطقة.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

تفاجأت الساكنة المحيطة بواد ماسة المتواجد في دوار أملالن، الكائن بالجماعة القروية لسيدي واساي التابع لمنطقة ماسة نواحي أكادير خلال الأسبوع الماضي، بنفوق عدد من الأسماك من نوع "البوري" التي تعيش في المياه العذبة، ما طرح عدة تساؤلات حول أسباب هذه الظاهرة.

وأثارت هذه الظاهرة أيضا مخاوف الساكنة من الإصابة ببعض الامراض، نظرا لكون مياه الوادي تستعمل في ري بعض الحقول بالمنطقة، حسب ما جاء في بلاغ لجمعية "بييزاج"، وهي جمعية تهتم بالأمور البيئية.

وكشفت الجمعية في بلاغها، أنها أجرت اتصالات مع عدد من الأخصائيين في مجالي المناخ وعلم الأحياء وقضايا الأيكولوجيا، وتوصلت إلى أن ظاهرة نفوق الأسماك تعود بالأساس إلى التغيرات المناخية ووقعها الحاد على منطقة سوس ماسة ككل، وقالت إن "جزء من مجرى وادي ماسة تحول إلى مجموعة من المستنقعات التي ترسبت فيها المياه وتحولت بالتالي إلى ما يشبه بركا آسنة، عبارة عن مستنقعات تفتقد لدورة الحياة اللازمة لعيش بعض الأنواع خصوصا الأوكسجين".

وتابع البلاغ، أن انعدام حركة وجريان المياه بشكل طبيعي بالوادي التي تمكن من تفاعل طبيعي ينتج معه حركية ودوران سلس وتبادل للغازات اللازمة لحياة مجموعة من الأنواع مثل أسماك البوري، تفضي إلى موتها التدريجي أو بشكل جماعي بالإضافة إلى الارتفاع المهول والكبير لدرجة الحرارة بالمنطقة وهو العامل الأساسي لنفوق الأسماك.

وأكدت الجمعية، أنه استنادا إلى المصادر العلمية التي اتصلت بها، فإن تكون ظاهرة نفوق الأسماك في وادي ماسة ناجمة عن التلوث بمواد سامة أو سوائل قاتلة، مشيرة إلى أن هذه الحالات تحدث عادة في المياه الراكدة التي تنخفض فيها نسبة الأوكسجين بشكل حاد، ويتغير لون الماء، وتتكاثر أنواع جديدة من البكتيريا، وبالتالي تقضي على الحياة تدريجيا إلى أن تجف البركة بفعل الحرارة والجفاف.

وحلت السلطات المختصة بعين المكان من أجل أخذ العينات واجراء التحاليل المختبرية لتتبع ودراسة المشكلة البيئية، حيث قامت عدة لجان تنتمي لعدة مؤسسات بزيارات وتسجيل محاضر واخذ عينات لمياه الوادي والسمك النافق لأجل تحليلها ودراستها، وتم جمع الأسماك النافقة والتخلص منها بدفنها.

في هذا السياق، وجه الحسين أزوكاغ، النائب البرلماني عن حزب الاستقلال، رسالة إلى كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة نزهة الوافي، يوم الاحد الماضي، عبر فيها عن قلقه قائلا إن" هذا التراث المادي الأصيل بلغ مرحلة حرجة من الانهيار والتدهور" داعيا إلى إنقاذ المنظومة البيئية لواد ماسة ومحيطه الحيوي.

وأضاف أزوكاغ في رسالته "لعل أحد مظاهر بداية انهيار هذه المنظومة البيئية هو نفوق أسراب من سمك البوري وتحلل النباتات والطحالب وغيرها من الاحيائيات بواد ماسة والتي تعزى أسباب ذلك الى الاختلالات التي تعتري التوازن الطبيعي للوادي ومحيطه الحيوي".

وطالب النائب البرلماني كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، بالكشف عن "الإجراءات التي ستتخذونها لإجراء بحوث علمية لتحديد كل الأسباب الكامنة وراء نفوق هذه الاعداد من اسماك البوري بشكل غير مسبوق" وأيضا "الإجراءات الميدانية الفورية لوقف التدهور المطرد للمنظومة البيئية بماسة الذي يهدد مستقبل الانسان والمجال والتنوع الايكولوجي والبيولوجي بالمنطقة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال