نقلت جريدة ليكونوميست في عددها ليوم الاثنين، أنه من أجل التصدي لنقص المياه الذي تعرفه جهة مراكش، كان لابد من اللجوء إلى محطة تصفية كبديل أفضل، و هكذا ستتم معالجة المياه و ضخها لمسافة 80 كلم لسقي 19 ملعبا للغولف، و قد أعطيت انطلاقة هذا المشروع منذ 5 سنوات.
مشروع محرك
تعد هذه المحطة بشارة خير بالنسبة للفاعلين في قطاع الغولف الذين يراهنون على أهداف سياحية ، إذ جاء هذا بعد الانتقادات اللاذعة التي أثيرت حول كمية المياه الهائلة التي يتطلبها سقي ملاعب الغولف، كما أن لعبة الغولف تبقى حكرا على الأقلية التي عملت، قصد الحد من مشكل الجفاف، على المساهمة في تمويل المشروع الذي وصلت تكلفته إلى 1.23 مليار درهم، و بلغت نسبة مساهمة الدولة، الممثلة في وزارة الداخلية و الكتابة المكلفة بالماء و البيئة، إلى 150 مليون درهم، دون أن ننسى الفاعلين في قطاع الغولف الذين ساهموا بدورهم بمبلغ وصل إلى 486 مليون درهم، علما بأن هؤلاء سيدفعون ضريبة على الماء، تصل إلى 2.5 درهم للمتر مكعب، إلى الوكالة المستقلة لتوزيع الماء و الكهرباء بمراكش.
مدينة مراكش ستستفيد أيضا من محطة التصفية…
حدائق النخيل و ملاعب الغولف بالمدينة الحمراء ليست وحدها المستفيدة من محطة معالجة و إعادة استعمال المياه، بل ستصلح هذه المحطة كذلك لتزويد مشاريع أخرى جديدة في المدينة بالمياه. و أفاد "السيد إلهامي"، المكلف بإنجاز هذه المحطة، لموقع يابلادي قائلا:" سنستعمل هذه المياه أيضا لسقي المناطق الخضراء بالمدينة، و لقد بدلنا كل ما في وسعنا حتى تتمكن المدينة كذلك من الاستفادة من هذا المشروع، و ذلك لكون استهلاك ملاعب الغولف للماء يحد من وفرته"، و حسب تصريح السيدة الشاومي ليابلادي ، فإن مؤسسة محمد السادس للمحافظة على البيئة قد رحبت بالمشروع، لكونها تعنى بالمحافظة على شجر النخيل.
إن المملكة لا تعاني من انعدام حلول لمشكل نقص المياه، ذلك أن محطة معالجة و إعادة استعمال المياه المستعملة بمدينة مراكش قد رأت النور بعد ظهور محطات أخرى في بعض مدن الشمال، هذا دون الحديث عن مشروع إنشاء القناة الرابطة بين الشمال و الجنوب.
ما النفع الذي يعود به المشرع على الإسثتمار؟
الأمر الأكيد هو أن سلطات المدينة و كذلك الفاعلين في قطاع الغولف يضعون هدفا واحدا نصب أعينهم، وهو جعل المنطقة عبارة عن قطب سياحي متميز، لكن بالنظر إلى مختلف الميزانيات التي رصدت لهذه المشاريع، إلى أي حد يمكن أن يعود هذا المشروع بالفائدة على الاستثمار الجهوي ؟ وحول هذه المسألة أبدى بعض الفاعلون في قطاع الغولف بعض المسؤولية الاجتماعية.
و توضح إدارة غولف بالاس المكلفة بالتواصل أنها لا تتوقع "نتائج في حد ذاتها على المدى البعيد" و تضيف قائلة: " ساهم غولف بالاس في تمويل المشروع ، شأنه في ذلك شأن الفاعلين في قطاع الغولف، حيث أن ذلك يدخل أساسا في إطار المسؤولية المشتركة، لأننا إذا أردنا الحصول على الماء في السنوات المقبلة، فإنه يتوجب علينا تكريس جهودنا من أجل الحصول عليه، و ذلك أساسا من منظور إيكولوجي محض"، و في نفس الوقت، تبقى مسألة النفع الذي يعود به المشروع على الاستثمار، والتي تستحق أن تثار فعلا، بدون جواب.