سيجتمع وزراء خارجية بلدان المغرب العربي في شهر فبراير المقبل. وسيلتقي دبلوماسيو اتحاد المغرب العربي في المغرب. وحسب تصريح وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد المدلسي، الذي كان يتحدث للقناة الثالثة للإذاعة الجزائرية، فإن هذا اللقاء سينعقد في سياق جد خاص. فبالنسبة للمدلسي " فالتغيرات التي تعرفها هذه البلدان لا يمكنها إلا أن تشجعنا على الإسراع في بناء اتحاد المغرب العربي. و يقصد أن الربيع العربي يمكنه أن يفعل ما عجزت عن فعله مباحثات طويلة بين المغرب والجزائر. ويجدر التذكير بأن المغرب والجزائر يضلان حجري الزاوية في اتحاد المغرب العربي. وهكذا ، فإن أي تقارب بين البلدين، ويعني فتح الحدود، لا يمكن إلا أن يخدم الاتحاد المغاربي. و صرح المدلسي إن إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب لم يكن قرارا نهائيا. وإن التقارب الذي يتحقق مع المغرب سيتكرس مع الحكومة المغربية الجديدة. وتعمل كل هذه التطورات على تحسين العلاقات بين الجزائر العاصمة والرباط.
ليس هناك اتحاد دون سيادة الصحراء
بالنسبة للصحفي المحلل المغربي حسن العلوي القاسمي " لا يجب توقع أي تغيير في موقف الحكومة الجزائرية. فهذه الأخيرة ليس لديه خيار آخر سوى الإشادة بأي تغيير يحدث في المغرب. في الأساس، مهما كانت هذه التغيرات في المغرب أو الجزائر، فالمشكلة يكمن في مكان آخر. على الرغم من أن المغرب يتغير و يسعى إلى إعطاء دفعة جديدة للعلاقات مع الجزائر، فإن المسؤولين الجزائريين يرفضون التبادل الفعلي" . وحسن العلوي، الذي يبدو من بين المتخصصين في مجال العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر، هو مؤلف كتاب "الحرب السرية في الصحراء "، وبالنسبة لهذا الخبير لا يمكن أن يتم أي تقارب حقيقي بين المغرب والجزائر إلا بإيجاد حل للنزاع في الصحراء. "على الجزائر أن تعترف بسيادة المغرب على الصحراء وسيادته على أراضيه إذا أرادت تأسيس إتحاد مغاربي".
الاتحاد الخماسي
تمتد الحدود المشتركة بين المغرب والجزائر على امتداد 1500 كلم وهي مغلقة منذ سنة 1994 عقب اعتداء مراكش الذي اتهم المغرب المخابرات الجزائرية بارتكابه. و يعيش اتحاد المغرب العربي حاليا فترة جمود، وهو يضم خمس دول وهي المغرب، وتونس، و الجزائر، ليبيا، وموريتانيا. وفي 17 فبراير وقعت الدول الخمس معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي، حيث أعد له في الاجتماع الذي عقد بزرالدة يوم 10 يونيو 1988.