نشر موقع "جيوفيزيكال ريفيو ليترز" يوم 23 غشت الماضي، دراسة جديدة قام بها حول التغير المناخي وتأثيره على صحة الحجاج، وأشارت نتائج البحث إلى أنه "بسبب تغير المناخ، يمكن أن ترتفع درجات الحرارة والرطوبة بالمملكة العربية السعودية في السنوات المقبلة إلى حد أن يواجه الناس أخطارا شديدة أثناء أداء مناسك الحج".
واعتمد فريق البحث على طريقة تسمى "حرارة المصباح (لمبة) الرطب"، وهو مقياس لخليط الرطوبة والحرارة التي تسبب شعوراً بالإزعاج والتعرق، ويمكن من حساب مدى سرعة تبخر العرق من الجسم عند درجة حرارة معينة، وذلك عن طريق ربط قطعة قماش مبللة بلمبة حرارية.
ويقول الباحثون إن الحجاج يمضون ما بين 20 إلى 30 ساعة خارجا طيلية خمسة أيام من أداء مناسك الحج، حيث يتعرضون وبشكل مباشر للحرارة، وأشارت الدراسة إلى أن "التعرض المباشر للشمس مع درجات حرارة تصل إلى ثلاثين درجة مئوية، مع ارتفاع نسب الرطوبة لعدد من الساعات المتتالية، قد يكون معيار خطورة شديدة حيث يفشل الجسم في تبريد نفسه ذاتيا ما قد يلحق الضرر بالدماغ والقلب والكلى والعضلات ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الوفاة، خاصة في الحالات والفئات العمرية الهشّة".
وأوضحت الدراسة أنه بالرغم من ان حجاج هذه السنة بدورهم واجهوا مشكل ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن الأمر سيزيد سوء خلال السنوات المقبلة، ويرى الباحثون أن "الأمر سيصبح أكثر خطورة بحلول منتصف إلى نهاية القرن في الفترات من 2047 إلى 2052 ومن 2079 إلى 2086"، وأشاروا إلى أن السنة الهجرية تتأخر 11 يوما تقريبا عن السنة الميلادية، ما يجعل الشهور الهجرية تتحرك بين الفصول الأربعة، ويتغير تاريخ الهجرة السنوية كل عام، بسبب الاعتماد على التقويم القمري بدلا من التقويم الشمسي.
ويرجح الباحثون ارتفاع عدد القتلى في الحج في بعض حوادث التزاحم والتدافع، مشيرين إلى أنه يمكن أن يكون التعب الذي يصيب الحجاج بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مسؤلا عن الأحداث المأساوية في الحج، وذكروا الحوادث التي وقعت في 1990 و2015، حيث "تزامن ذلك مع ارتفاع كبير في نسب الحرارة والرطوبة".
ونصح الباحثون المملكة العربية السعودية، بأخد الدراسة بعين الاعتبار وكذا اتخاذ تدابير وقائية وملموسة لمقاومة الخطر الحالي والمستقبلي، وذلك عن طريق توسيع المكان وخفض عدد الحجاج، وكذا رش الماء على الحجاج بكثافة أكبر، وغلق بعض المناطق المفتوحة، والحد من الحجاج إلى عدد يمكن التحكم به في الظروف الطارئة، لاسيما أن متوسط درجات الحرارة العالمي يعرف ارتفاعا مستمرا.