استقبل العاهل المغربي محمد السادس يوم الثلاثاء اتصالا هاتفيا من رئيس الحكومة الإسبانية السيد مريانو رخوي، و يتبادر إلى الأذهان أن العلاقات الثنائية قد تسفر عن تعاون مثمر بين البلدين، إذ أكد الملك محمد السادس و رئيس الحكومة الإسباني خلال هذا الاتصال على ضرورة توطيد العلاقات بين الحكومتين، و في هذا الإطار، أعلن مريانو رخوي عن رغبته في إجراء زيارة فعلية للمملكة، و تدخل هذه الأخيرة في إطار الصداقة و العمل على حد سواء.
زيارة رسمية إلى المغرب
سيكون المغرب أول محطة لقائد الحزب الشعبي الإسباني، و بالفعل فقد تزامنت المحادثة الهاتفية بين الملك محمد السادس و رخوي مريانو، مع اليوم الذي عين فيه الملك محمد السادس الحكومة المغربية الجديدة، و تهدف هذه الزيارة إلى معالجة العلاقات المغربية الإسبانية في جميع أبعادها التاريخية و السياسية و الثقافية، بحيث يتعين على الطرفين إغناء الحوار الرامي إلى تعاون مثمر.
و يشير بيان صادر عن المؤسسة الملكية إلى أن العلاقات بين المغرب و اسبانية تركز على " روابط الصداقة و حسن الجوار، و يتعلق الأمر بشراكة متعددة القطاعات"، و هذا ما يدعو المغرب و اسبانيا إلى توطيد علاقاتهما الثنائية، و ذلك بالنظر إلى المكانة التي يحظى بها المغرب داخل الاتحاد الأوربي.
رخوي يبحث عن شريك للخروج من الأزمة
أدى فوز مريانو رخوي في الانتخابات الأخيرة باسبانيا إلى وضع حد للتوجه الشيوعي، إذ أنه سرعان ما بادر إلى تبني " مرسوم القانون المتعلق بالتدابير المستعجلة"، إذ ستساعد هذه التدابير، حسب التقرير الذي قدمه رئيس الحكومة رخوي إلى البرلمان الإسباني، على توفير أزيد من 8.9 مليار أورو، و هو المبلغ الذي يسمح بالحد من العجز الحكومي، وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة الإسبانية في تصريحها الأخير عن عجز يصل إلى 8 بالمائة من الناتج الداخلي الإجمالي، مقابل 6 بالمائة المتوقعة.
و خلال شهر دجنبر الأخير، أعرب مريانو رخوي عن رغبته في إعادة العمل باتفاقية الصيد البحري بين المغرب و الاتحاد الأوربي، و أشار كذلك إلى أهمية الاتفاقية الاقتصادية بالنسبة لاسبانيا، و عبر رخوي، أمام المؤتمر الإسباني، في يومه الثاني من الافتتاح عن رغبته في نسج علاقات شراكة قوية مع المغرب.