جاء حسب جريدة إيلباييس، أن عبد المالك البركاني قد تسلم منصبه الجديد، يوم أمس، كمندوب عن الحكومة الاسبانية بمدينة مليلية، ليصبح أول مسلم، في تاريخ اسبانيا الديمقراطية، يتم تعيينه لمثل هذا المنصب، وفي هذا الصدد، سيصبح عبد المالك المسؤول عن تسيير الإدارة الحكومية فوق التراب المحلي لمدينة مليلية كما سيقوم بدور المنسق، " إن دعت الضرورة "، مع الإدارة المحلية للمدينة ( حسب الفصل 154 من الدستور الإسباني)، ونشير إلى أن هذا المنصب يبقى قريبا إلى حد كبير، من منصب العمدة في فرنسا.
عضو الحزب الشعبي
ويبقى هذا التعيين أمرا طبيعيا بعد صعود الحزب الشعبي إلى السلطة، بعد انتخابات 20 نونبر الماضي، إذ أن عبد المالك قد انضم للحزب الشعبي منذ 1995 ، مباشرة بعد حصوله على الجنسية الاسبانية بداية التسعينيات، كما أنه استقال من منصب النائب الثاني للرئيس (للسلطة التنفيذية ) و كذلك منصب مستشار الرئيس لكي يصبح مسؤولا رفيع المستوى.
إنه ثاني مسلم يتقلد منصبا سياسيا رفيعا، بعد أبرشان مصطفى، زعيم الائتلاف من أجل مليلية، ذي العلاقة مع اليسار و الخصم السياسي للحزب الشعبي بالمدينة " المستقلة "، وسبق له أن شغل منصب نائب رئيس المدينة خلال الولاية السابقة.
و كما هو الحال بالنسبة ل مصطفى أبرشان، بدوره عبد المالك البركاني طبيب من مواليد 1960 بمدينة مليلية، درس الطب بكلية لسال، بفضل منحة مغربية، ليعمل بعد ذلك ولمدة 8 سنوات في المستشفيات المغربية. فهو قد عمل رئيسا للمؤسسة الثقافية بالمدينة و كلف بمهمة الدفاع عن تواجد المواطنين، من أصول مغربية و أصول اسبانية، في المدينة، و كان مكلفا بتقديم الندوة المفتوحة حول الثقافة واللغة الأمازيغية.
الرهانات الحدودية
بعدما أصبح اليوم مفوضا حكوميا، يتقلد عبد المالك البركاني منصبا حساسا داخل الإدارة الاسبانية و علاقاتها مع المغرب، ويبقى التحدي الملقى على عاتقه، حسب جريدة إيلباييس، هو محاربة تدفق المهاجرين صوب اسبانيا، إذ تعتبر مليلية الحدود الأولية لأوربا في شمال إفريقيا، فهي تستقبل بانتظام مراكب المهاجرين المغاربة أو مراكب المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، المارين عبر المغرب، و تعرف مراكز الإيواء المخصصة للمهاجرين اكتظاظا ملحوظا، إذ تجاوزت طاقتها الاستيعابية المحددة في 480 شخصا، محطمة بذلك رقما قياسيا ب800 شخص.
فالمندوب المسلم، بإمكانه أيضا أن يحل عنصرا آخر من عناصر التوتر مع المغرب مثل إلحاق مدينة مليلية بالإتحاد الجمركي الأوربي و ذلك في إطار الإتحاد الأوربي، إلا أنه إلى حدود الآن، تبقى المدينة ذات "وضعية خاصة " تمنعها من أن تكون تابعة للإتحاد الأوربي، وفي المقابل فهي تتمتع بموقع يجعلها منطقة حرة. وكان عبد المالك البركاني، دائما، من بين المطالبين بنهاية هذه الوضعية الخاصة للمدينتين معا ( سبتة و مليلية) في شهر دجنبر، وذلك لأجل تقنين نقل البضائع القادمة من اسبانيا عن طريق التهريب بخلاف البضائع التي تمر عبر الموانئ المغربية والتي تستفيد تدريجيا من تخفيض الضرائب الجمركية بين المغرب و الاتحاد الأوربي، و إذا كانت الحكومة الاسبانية قد باشرت المطالبة بضم المدينتين معا، فهي تسيء بذلك إلى المغرب الذي كان دائما ضد فقدان المدينتين لوضعهما الخاص.