" لدينا سلسلة مكونة من 50 بطاقة، بحيث تحمل كل بطاقة اسم شخصية فرنسية، فنحن نريد معرفة من بين الشخصيات الآتي ذكرها، الفرنسيين العشرة المفضلين لديكم اليوم، و الذين تحبونهم أكثر، و تتعاطفون معهم"، هذه هي التعليمات التي اقترحها المعهد الفرنسي للرأي العام، و كان المعهد قد قدم عينة مكونة من 1018 شخصا، ممثلة للساكنة الفرنسية ، من أجل انتخاب الشخصيات الأكثر شهرة.
جمال الدبوز و جاد المالح
فمن بين الخمسين شخصية المفضلة لدى الفرنسيين، نجد هناك فكاهيين من أصول مغربية ، و هما جاد المالح، الذي حصل على المرتبة الخامسة متقدما بدرجتين بالمقارنة مع التصنيف الذي أجري في يوليوز الماضي، و جمال الدبوز الذي حل في المرتبة السابعة متقدما بخمس درجات، مقارنة مع الترتيب الأخير.
و إذا كان هذان الشخصان من بين الشخصيات المفضلة لدى الجمهور الفرنسي، فذلك راجع إلى كونهما الأكثر فكاهة، و بالفعل فإن الساهرين على تلك الدراسة يؤكدون في جريدة الأحد على أن الحل الأفضل لتجاوز الأزمة الحالية في فرنسا هو الفكاهة، و لهذا نجد أن الفكاهيين هم الذين تصدروا المراتب العشرة الأولى وهم: "جون دي جردان" و "داني بون" و "فلونس فوريستي".
الثلاثي الصادم
إن الشخصية التي تصدرت الترتيب بدون منازع، و للمرة الثامنة على التوالي، هو المغني و لاعب كرة المضرب السابق "يانيك نواه"، و تشير جريدة الأحد أن هذا الأخير قد حافظ ، في الفترة ما بين 1990 و 1992، و في العديد من المناسبات، على ترتيبه في المركز الأول، مثله في ذلك مثل مؤسس موقع إيماوس، إلا أن الشخصية التي أثرت في قلوب الفرنسيين منذ بدأ العمل بهذا التصنيف، هو المكتشف "كسطو"، الذي تصدر المرتبة الأولى عشرة مرات متتالية، و ذلك في المرحلة ما بين 1990 و 1992 ، و يأتي في المرتبة الثانية، لاعب كرة القدم السابق زين الدين زيدان، و الذي رغم تحفظه، يبقى من بين الشخصيات المفضلة لدى الساكنة الفرنسية، و لقد حافظ على ترتيبه منذ الترتيب الأخير.
و مما لفت الأنظار خلال هذا التصنيف، هو حصول الممثل عمر سي بطل فيلم المنبوذين، إذ يوضح الساهرون على هذا التصنيف، أن حصول هذه الشخصية الفرنسية من أصول سنغالية على هذه المرتبة يأتي في سياق اقتصادي معين. و يشير المنظمون لاستطلاع الرأي هذا أن " عمر سي هو البطل الرمزي للمقاربة بين الفقراء و الأغنياء وبين الضواحي و مراكز المدن و بين المعاقين و السليمين(...)، وفي الوقت الذي تكشف فيه الأزمة عن توترات اجتماعية وذات علاقة بالهوية، يبادر الفرنسيون إلى تقييم قيم تقاسم المصالح و التعاون و التصالح".
و يسعى المعهد الفرنسي للرأي العام كذلك إلى معرفة الشخصيات المفضلة عند الفرنسيين، و ذلك بترتيب عينة وفق ستة فئات و هي : الشخصيات المفضلة لدى الرجال و النساء، و عند ذوي الأعمار المتراوحة بين 15و24 سنة، و عند الراشدين، و عند مرشحي اليسار، و مرشحي اليمين.
حسب الجنس
بالنسبة للرجال، نجد أن زين الدين زيدان يأتي في المرتبة الأولى، متبوعا بيانيك نواه و عمر سي، ثم جاد المالح في المرتبة الرابعة ن و في الأخير جمال الدبوز.
أما فيما يخص النساء، فنجد يانيك نواه في المرتبة الأولى و يليه سيمون ويل، و كذلك وزيرة الصحة السابقة التي شرعت عملية الإجهاض سنة 1975، و هي الشخصية التي بقيت راسخة في أذهان الفرنسيين، و في الأخير، و كما هو الحال بالنسبة للرجال، يأتي عمر سي في المرتبة الثالثة، و في المقابل، حصل جاد المالح الذي يستهوي الجمهور الفرنسي شيئا فشيئا، على المرتبة السادسة، في حين نجد أن جمال الدبوز لم يصنف ضمن العشرة الأوائل.
باعتبار السن
بالنسبة للفئة التي تتراوح أعمارها ما بين 15و24 سنة، فهي تميل إلى الفكاهي جاد المالح الذي حل في المرتبة الأولى، متبوعا بعمر سي، ثم زين الدين زيدان و أخيرا جمال الدبوز الذي حل في الرتبة الخامسة.
و الجدير بالملاحظة هو أنه بالنسبة للفئة البالغة 65 سنة فما فوق، نجد أن الشخصيات التي حازت تعاطف هذه الفئة ليست من أصول أجنبية، و هكذا نجد أن زين الدين زيدان و عمر سي و جادالمالح أو جمال الدبوز لم يصنفوا من بين العشرة الأوائل، باستثناء يانيك نواه الذي حل في المرتبة السابعة، إذ أن هذه الفئة تفضل كلا من "سيمون فيل" و "شارل أزنفور" و "ميكل ساردو" و "ميكل دروكر" أو "جون بيير بيرنو".
مرشحو اليسار و مرشحو اليمين
على هذا المستوى، نجد أن ممثلي اليسار يفضلون في المرتبة الأولى المغني يانيك نواه ، ثم زين الدين زيدان، و في المرتبة الثالثة عمر سي، أما جمال الدبوز فقد حل في المرتبة السادسة، متبوعا بجاد المالح في المرتبة السابعة.
أما فيما يخص ممثلي اليمين، فيأتي يانيك نواه في الصدارة متبوعا بلورون كيرا ، ثم نيكولا ساركوزي ، وزين الدين زيدان في المرتبة الرابعة، كما صنف كذلك ضمن العشرة الأوائل كلا من صوفي مورسو الذي حصل على المرتبة السادسة، و مورييل روبين في المرتبة التاسعة و جوهني هاليداي في المرتبة العاشرة. و أما بالنسبة لجمال الدبوز و جاد المالح فلم يكونا موضوع التصنيف ضمن العشرة الأوائل.