يبلغ سن المغربية الزهرة صالح بوتشي 56 سنة. ذهبت برفقة زوجها إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. وبمجرد انتهاء الحج استعد الزوجين للعودة إلى المغرب. وفي يوم المغادرة، توجه الزوجين إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة. وكان يتوجب على الزوجين الانتظار بضع ساعات قبل التحليق في اتجاه المغرب. وفجأة شعرت الزهرة بألم وأغمي عليها، حسب ما أفادت جريدة "سعودي جازيت". ونقلت إلى مستشفى مخصص للحجاج يقع في المطار. بعد ذلك، نقلت في سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر السعودي إلى أقرب مستشفى. و أخبرت أنها تعاني من التهاب حاد و ارتفاع الضغط الدموي. إلا أن الصحيفة لم تعطي الكثير من التفاصيل حول وضعها الصحي.
المطالبة ب44 ألف أورو ثمن العلاج
"بعد معاينتي قرروا [الأطباء والممرضين] نقلي إلى مستشفى عمومي، وبما أنه لم يكن هناك سرير شاغر في هذه المؤسسة، تم نقلي إلى أقرب عيادة، تقول لجريدة "سعودي جازيت" قبل أن تضيف بأن وزير الحج قد بعث برسالة للعيادة لتتمكن من تلقي العلاجات الضرورية، حسب القانون الجاري به العمل في البلاد ينص على التكفل بالحجاج المرضى.
وسوف تبقى الزهرة في المجموع 40 يوما في العيادة كي تتلقى العلاج قبل أن تشفى تماما. وفي الوقت الذي اعتقدت فيه أنها ستتمكن أخيرا من العودة إلى المغرب، رفضت العيادة السماح لها بالمغادرة إذا لم تدفع ثمن الرعاية الصحية التي تلقتها والتي تصل إلى 212 الف ريال سعودي، أي44 ألف أورو. بالإضافة إلى ذلك ، أكدت العيادة أنها لم تتلق أية رسالة رسمية من وزيري الصحة والحج ، والتي تنص على أن الحكومة السعودية تتكفل بمصاريف العلاج.
ومن جهته،أوضح الدكتور عبدالله ميرغلاني، مدير مكتب وزارة الحج بجدة، ل جريدة "سعودي جازيت" أن الزهرة كانت قد كتبت رسالة شكوى إلى القنصلية العامة للمغرب تطلب من خلالها السلطات السعودية دفع تكاليف العلاج حتى تتمكن من العودة إلى وطنها. ونقلت القنصلية المغربية في وقت لاحق هذه الشكوى إلى وزارة الحج.
الزوج قضي أيامه في الشارع
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فقد أوضح زوج الزهرة أن خلال 40 يوم من استشفاء زوجته، لم تفعل العيادة شيئا لمساعدته وكان عليه الاعتماد على إحسان السعوديين للعيش.
وأخيرا، في هذه القضية، اضطرت العيادة للتكفل بالرعاية الصحية لزهرة. وعاتب مكتب وزارة الصحة في جدة العيادة على عدم إبلاغ السلطات الصحية في وقت مبكر بالحالة الصحية لهذه المريضة والرعاية التي تلقتها.