القائمة

أخبار

المغاربة والمواقع البورنوغرافية..علاقة حب تثير التساؤلات

تؤكد الإحصائيات التي يقدمها محرك البحث العالمي غوغل، أن المغاربة من بين الشعوب التي ترتاد المواقع الإباحية على الانترنيت بكثرة، ويرى الأخصائي في علم النفس الاجتماعي محسن بنزاكور، والاختصاصية في العلاج النفسي والجنسي أمال شباش، أن الولع بالمواقع البورنوغرافية يشكل "خطرا حقيقيا" خصوصا على المراهقين.

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

يستخدم العديد من المغاربة محرك البحث الشهير "غوغل" للبحث عن المعلومات والمواضيع عبر الأنترنيت، إلا أن بعضهم يستخدمه من أجل الولوج إلى المواقع الإباحية. ويظهر مؤشر "جوجل تريندز" الذي يسجل الكلمات الأكثر بحثا من قبل المتصفيحين في مدينة أو دولة ما، أن المغاربة يقبلون على ولوج المواقع الإباحية، وأن نسبة هذا الإقبال تتراجع خلال شهر رمضان.

وفي تصريح لموقع يابلادي قال محسن بنزاكور أستاذ التعليم العالي المختص في علم النفس الاجتماعي، إنه "يمكن إرجاع هذا الولع الشديد بالأفلام الإباحية لعدة عوامل، منها عدم تقبل المجتمع لممارسة الجنس قبل الزواج". وأَضاف أنه يمكن أن "تكون مشاهدة الأفلام الإباحية من أجل الاستمناء، وربما قد تكون وسيلة لإرضاء الرغبة الجنسية من خلال العالم الافتراضي؟". غير أنه أكد أن المغرب "يفتقر إلى إحصائيات التي يمكن أن تؤكد أو تنفي هذه الفرضيات".

وأضاف "سيكولوجيا، هناك علاقة سيئة الفهم بين المغربي وجسده، هي علاقة "حشومة" مبنية على الجهل بصرف النظر عن بعض الدروس المقدمة عن "التوالد" في المدرسة، قد يكون هذا الاكتشاف عاملاً يدفع المغاربة للدخول إلى المواقع البورنوغرافية. لكن هذا لا يفسر الإدمان عليها. وهناك عامل اجتماعي آخر، وهو الذي يتعلق بالممنوعات، لأن كل ممنوع مرغوب".

وبالنسبة لبنزاكور "كل هذه العوامل تجتمع في المواطن المغربي العادي، فسواء كان إنسانا مثقفا أم لا، فذلك لا يمنعه من مشاهدة الأفلام الإباحية".

وتأسف بنزاكور لحقيقة أن العلاقات الجنسية والحب عند المراهقين تقتصر على مشاهدتهم لهذه "السلعة" في العالم الافتراضي، حيث يجد فيها المراهق شهوته، معتقدا بذلك أنها تشبع رغباته، لأنه لم يسبق له أن لامس أو مارس علاقة حميمية مع شخص في الواقع" وأضاف "هو بالفعل يكتشف الجماع، لكنه لم يسبق له أن مارس علاقة حميمية أو جنسية".

المواقع الاباحية "خطر حقيقي" على المراهقين

ويؤكد بنزاكور أنه "من خلال تطوير الخيال الذي لا يتناسب مع الواقع، يظل باب الإدمان مفتوحًا ولسوء الحظ، فإن ذلك يولد الكثير من المشاكل في الحياة الزوجية فيما بعد"، من بينها "عدم الرضا أو التخيلات التي ما تلبث أن تصبح عائقًا، أو في بعض الأحيان محاولات لتقليد أو طلب أشياء سبق وأن عايشها من خلال مشاهدته لتلك الأفلام، والتي تجعله يعتقد بأنها تمثل الحياة الجنسية الحقيقية".

بدورها قالت أمال شباش الاختصاصية في العلاج النفسي والجنسي لموقع يابلادي إن "المواد الإباحية تشكل خطراً، إذ أنها تحول المرأة والرجل إلى أشياء جنسية، وتجردهما من إنسانيتهما بهدف الوصول إلى النشوة".

وأضافت قائلة، إن "المشكلة هي أن المخرجين والمنتجين على دراية بالخيال الجنسي في جميع أنحاء العالم، إذ يقومون بكتابة سيناريوهات يدمن عليها المشاهد وتخلق له نوعا من الإثارة والارتياح" وأضافت أنه "بكثرة مشاهدة المتفرج مثل تلك الأفلاح يصبح اللاوعي مدمنا عليها، لكنها في الحقيقة عبارة عن فخ يصنعه المنتجون لربح المال".

من جهة أخرى، قالت شباش "أنا لا أتفق مع فكرة أن المغاربة مدمنون على الأفلام الإباحية مقارنة مع دول أخرى، كلنا بشر ونفكر بنفس الطريقة. علينا أن ننظر لجوانب حياتنا، هل هناك من فراغ؟ هل نحن سعداء بحياتنا الزوجية؟ هل تلقينا تربية جنسية؟".

واسترسلت قائلة، "ليست هناك توعية حول هاته الأفلام الإباحية، حيث يجب "توعية المتصفح بانه بالرغم من أن هاته الأفلام تجعله يشعر بنوع من المتعة، إلا أنها لا ينصح بها"، وأضافت "الكثير من المدمنين على مشاهدة هذا النوع من الأفلام، يشعرون بالندم بعد مشاهدتها إلا أنه ليست لديهم القدرة على تركها، والأكثر من ذلك هناك أزواج لا يستطيعون معاشرة زوجاتهن دون مشاهدة هذه الأفلام، لا يجب إذا لومهم، بالرغم من أنه اختيار".

المواقع البورنوغرافية وشهر رمضان ..تفسيرات مختلفة

وتؤكد أمال شباش لموقع يابلادي، أن "الإدمان على هذه الأفلام كما نعلم لا يبدأ في سن 50، بل في سن مبكرة، وذلك راجع لنقص في التوعية، وانعدام الحوار بين الأبناء وآباءهم، فبدل معاقبتهم، عليهم أن يشرحوا لهم خطورة وتأثير تلك المشاهد على صحتهم الجسدية والنفسية".

كما شددت على أهمية تسليط الضوء على حقيقة أن "النشاط الجنسي ليس هو التوالد" بل "هو غريزة يجب السيطرة عليها، مثلها مثل الشره المرضي".

وفيما يتعلق بإحصائيات محرك البحث التي تؤكد تراجع الولوج للمواقع الإباحية خلال شهر رمضان، قالت إن هناك طرق مختلفة لمشاهدة تلك الأفلام هي لا تقتصر فقط على الأنترنيت، إن "الشخص المدمن على هذه الأنواع من الأفلام يمكنه إشباع رغبته بطرق مختلفة، سواء عن طريق تنزيلها، أو شراء الأقراص المدمجة، أو المجلات الإباحية، أو حتى مشاهدة القنوات التلفزيونية، كل شيء متوقع لا يمكننا معرفة ذلك، لا يوجد شيء أصعب من نفسية الإنسان".

وتابعت "قد يكون هذا التراجع عائد لسبب ضيق الوقت خلال هذا الشهر، وهذا الأمر لا يتعلق فقط بمشاهدة الأفلام الإباحية، بل حتى الدردشة على مواقع التواصل الاجتماعي والاتصالات تقل. شهر رمضان هو شهر خاص، حتى العلاقات الجنسية في شهر رمضان تنخفض بنسبة 60 إلى 70 في المائة، حسب ما يصرح به مرضاي، وذلك راجع لضيق الوقت فقط".

من جهته، يرى محسن بن زاكور أن "الصيام يمنع المغاربة من مشاهدة الأفلام الإباحية"، والدليل على ذلك أنه بمجرد إفطارهم، يعودون لمشاهدة هذه الأفلام" موضحا أنه "يجب أن يرتكز إلى قيمه الدينية طوال السنة وليس فقط خلال شهر رمضان".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال