ولد خوسيه مانويل كاماينو البالغ من العمر الآن 65 سنة، بمدينة طنجة وعمل في الشرطة الوطنية الاسبانية لعدة سنوات، ليرسل بعد ذلك إلى مسقط رأسه بالمغرب من أجل التجسس على شبكة اسبانية من غاليسيان تتاجر في المخدرات في المناطق الشمالية للمملكة.
وبالفعل نجح الشرطي الاسباني الذي قضى 10 سنوات في المغرب، في التقرب من الشبكة الاجرامية وكسب ثقتهم، بل أكثر من ذلك التقى كاماينو ببارون المخدرات الكولومبي الشهير بابلو إسكوبار، مؤسس وقائد منظمة كارتل ميديلين الإجرامية.
وتحدث موقع "إلموندو" الاسباني الذي اطلع على نسخة من كتاب الشرطي المتقاعد كاماينو، المعنون بـ "يشربون الشاي"، والذي يتحدث من خلاله عن اللقاء الذي جمعه ببابلو إسكوبار، بالإضافة إلى بعض الأحداث التي عايشها خلال تجسسه على شبكات تهريب المخدرات في المغرب.
وأشار المصدر نفسه نقلا عن الكتاب، إلى أن آخر شيء كان يمكن أن يتصوره كاماينو هو "مقابلة بابلو إسكوبار"، وذلك حصل نتيجة المجهودات الكبيرة التي كان يبذلها. ففي سنة 1990 وبعد احتكاكه لسنوات عديدة بمهربي المخدرات في المغرب، تم تبليغ الشرطي الاسباني الذي كان يبلغ حينها 36 سنة، بتحركات مشبوهة تقوم بها شبكة "الغاليسيين" في شمال المملكة.
وبعد مرور سنة واحدة، توصل كاماينو بخبر حول تنظيم عشاء عمل بين زعماء الشبكة الإجرامية، وقام بحجز طاولة مقابلة لهم في نفس المطعم، لينتهي به المطاف، جالسا معهم على نفس الطاولة بدعوة منهم، ليطلبوا منه وقتها العمل معهم.
وأشار الموقع الاسباني نفسه، إلى أن الشرطي الاسباني قدم نفسه للشبكة الاجرامية على أساس أنه "عالم آثار اسباني"، وأصبح بذلك مستشارا موثوقا لـ "الغالسيين"، وبحكم العلاقة التي أصبحت تجمعه بهم، علم كاماينو أنهم يخططون للتوصل إلى صفقة مع شبكة إجرامية كولومبية تتجار أيضا في المخدرات، ابدت اهتمامها بتوسيع تجارة المخدرات في المغرب.
واتفقت الشبكتان على نقل شحنة من المخدرات من المغرب، ولتنفيذ المهمة ووضع خطة مدروسة لها، قامت العصابة بتنظيم سلسلة من الاجتماعات داخل فيلا فاخرة بجنوب مدينة الدار البيضاء، وتمت دعوة كامانيو إلى أول اجتماع تم عقده في شتنبر سنة 1992.
وحضر الاجتماع الذي كان على شكل حفل، مجموعة من تجار المخدرات من كولومبيا وغالينسيا، وعملاء سريين، وقبل انتهاء اللقاء، طلب رجل كان يحمل مسدسا تحت ملابسه، من كامانيو مقابلة بارون المخدرات بابلو إسكوبار، الذي كان ينتظره خارج الفيلا، ولم يكن يعرفه الشرطي الاسباني وقتها.
وعند لقاءهما، أخبر بابلو الشرطي الاسباني أن "الكولومبيون لديهم 1000 كيلو من البضاعة وسيدفعون 100 مليون مقابل نقلها من المغرب، إلا أن المغاربة أرادوا أن ندفع المزيد من أجل تنفيد ذلك، والبضاعة هي بضاعتي"، إلا أن كامانيو نصح بارون المخدرات الكولومبي بالعدول عن المتاجرة في المغرب وحذره من العقبات التي يمكن أن تعترضه في المملكة، ونجح الشرطي الاسباني فعلا بإقناعه ليقرر بابلو بذلك الابتعاد عن "ممارسة أعماله" في المغرب.
وقبل رحيل الشرطي الاسباني، سأله بارون المخدرات الكولومبي، "هل تعرف من أكون أيها الاسباني الصغير؟" ليرد على نفسه قائلا، "أنا بابلو إميليو إسكوبار جافيريا"، كما عرض عليه العمل معه كمستشاره الشخصي والانتقال معه إلى كولومبيا، ليرد عليه قائلا "سأفكر في الأمر لاحقا". ليكون بذلك أول وآخر لقاء له مع بارون المخدرات الكولومبي الشهير.