أعلنت نقابة عمال الصناعة والبناء والفلاحة، التابعة للاتحاد العام للعمال في إسبانيا، أنها قامت بتوزيع آلاف النسخ من كتيب يتضمن معلومات عن حقوق العاملات الموسميات اللاتي تم توظيفهن لجني الفراولة (من يناير إلى يونيو) وكذا حقوقهن الاجتماعية، إلا أن هذا المشروع، الذي تموله وزارة العمل والهجرة والضمان الاجتماعي الإسبانية والصندوق الاجتماعي الأوروبي، أثار زوبعة من الجدل في الأيام الأخيرة.
وكشفت مجلة "لاماري دي أنوبا" الاسبانية، عن وجود خطأ في الكتابة بالعربية، لكن بعد فوات الأوان، وذكرت المجلة أن "الكتيب الذي كان من المفترض أن يتم نشره باللغة العربية، وهي اللغة التي تفهمها العاملات الموسميات، تم نشره بلغة لا تعني شيئا، وهي عبارة عن حروف لا تشكل أي معنى" مشيرة إلى أن المعلومات الوحيدة المفهومة في الكتيب هي تلك التي يتم التعبير عنها بالأرقام".
وأشار الموقع نفسه إلى أن، المعلومات المفيدة الوحيدة التي تتضمنها تلك الكتيبات، هو الرقم المجاني المتاح للعاملات الموسميات، وهو رقم تابع للمقر الرئيسي للاتحاد العام للعمال في هويلفا.
وبالرغم من أن هذا المنشور تم توزيعه على العاملات الموسميات، منذ بداية الحملة إلى غاية نهايتها، إلا أنه لم ينتبه أي شخص للخطأ، من أجل تداركه في البداية. وفي تصريح للمجلة الاسبانية، قال الناطق باسم نقابة عمال الصناعة والبناء والفلاحة، إنه "تمت طباعة الكتيب حتى باللغة الاسبانية، إلا أنه تمت طباعته بلغة عربية غير مفهومة"، وشكر بذلك المجلة على إشعاراها بهذا "الخطأ الفادح"، معللا أن البرنامج الذي تم تحرير الكتيب به "لا يتوافق مع اللغة العربية".
وقالت النقابة إنه ستتم إعادة طباعة منشورات أخرى، وبدون خطأ، وأن هذه العملية لن تتطلب مصاريف إضافية.
وبدأت تحركات النقابات مند السنة الماضية بعد قضايا التحرش الجنسي، التي تعرضت لها العاملات الموسميات المغربيات، وذلك بالتوقيع على اتفاقيات من أجل حماية هذه الفئة من العاملات المزارعات، حيث قامت نقابة اللجان العمالية، واتحاد نقابات العمال الإسبانية، بالتوقيع على اتفاقية مع الرابطة الزراعية للفلاحين الشباب بهويلفا، معلنة أنها ستنشر معلومات مفصلة باللغات المفهومة للعاملات الموسميات، بالإضافة إلى دليل "يتضمن الممارسات الجيدة للعمل بدون التعرض لأي حادث".
ومع ذلك فإن عدم تفاعل العاملات الموسميات مع هذا الخطأ الذي تم نشره من طرف نقابة عمال الصناعة والبناء والفلاحة، يبرز مدى عدم فعالية هذا النوع من التواصل.