نظم نشطاء بمدينة طنجة يوم أمس الأحد 12 ماي الجاري، وقفة احتجاجية ضد قرار إحداث مرآب للسيارات في حدائق المندوبية، وقال أحمد فتوح، و هو فاعل جمعوي في تصريح لـ "يابلادي" إن عملية الهدم بدأت "منذ يومين لتشويه مكان هام ليس في ذاكرة سكان طنجة بل للبشرية أكملها".
وسبق أن أطلق نشطاء في مدينة البوغاز، عريضة تحت عنوان "شباب لوقف إعدام حدائق طنجة" والتي تبرز المكانة التاريخية للمكان، حيث "تضم قبورا لأحد عشر شهيدا مغربيا سقطوا خلال الانتفاضة الشعبية في 30 مارس 1952" احتجاجا على اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد.
وجاء في العريضة أن "من بين المدفونين في المقبرة شخصيات تاريخية ألمانية كانت تقيم في المدينة خلال القرن 19، بما في ذلك القنصل الألماني أوتو فيلهلم تيتجن، بالإضافة إلى الدكتور سيفيرو سينارو، الذي وصل إلى طنجة سنة 1884 بناءً على طلب من القنصلية الإسبانية، ثم عين ملحقًا عسكريًا في السلك الدبلوماسي الإسباني، ومسؤولا عن الشؤون الطبية".
وقل الموقعون على العريضة إنه "إضافة إلى المساس الخطير بالجانب البيئي المتمثل في إعدام عدد كبير من الأشجار العتيقة، هناك مساس أكبر بالقيمة الأثرية والتاريخية والثقافية المشتركة بين مدينة طنجة وبين عدد من الثقافات المماثلة من خلال مجموعة من الآثار المتبقية عن الحقبة الدولية للمدينة".
وأفاد موقع "طنجة 24" بأن الوالي محمد مهيدية، وجه تعليمات "بإحداث لجنة يعهد إليها تتبع الملف وإنجاز تقرير بشأن تفاصيل الملف" بموافقة من الجماعة التي يترأسها حزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن هذه "اللجنة مطالبة بالتحقيق في حيثيات تسطير مشروع مرآب السيارات على أنقاض حدائق المندوبية، بالرغم من قيمتها الاثرية والأيكيولوجية"، فيما يتوقع بعدها أن يعلن محمد مهيدية، "قرارات حاسمة" بخصوص هذا الملف.
لكن تدخل ممثل وزارة الداخلية يطرح العديد من التساؤلات، خصوصا حول توقيته والغرض منه. هذا في الوقت الذي التزمت فيه الولاية الصمت منذ أسابيع، كما بدأ المجلس الجماعي منذ عدة أيام بتسييج الحدائق المجاورة للمندوبية قبل الشروع في تدميرها.
وعبر حزب العدالة والتنمية بطنجة، في بيان توصل موقع يابلادي بنسخة منه، عن انشغاله بعمليات الحفر التي يعرفها محيط حدائق المندوبية بمدينة طنجة وحالة الاستنكار التي عبرت عنها مختلف الفعاليات بالمدينة.
و أكد البيان نفسه على "قيمة حدائق المندوبية كإرث تاريخي وبيئي وثقافي لمدينة طنجة" ، داعيا إلى "اعتماد مقاربة تشاركية في استكمال المرافق الحيوية للمدينة التي هي في أمس الحاجة إليها مع الاجتهاد في البحث عن البدائل الكفيلة بتنزيل أوراش طنجة الكبرى دون المساس بهذا الإرث".