من أجل دخول السنة الجديدة 2012 بالرجل اليمنى، تقدم الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات(ANRT) ، لكل "مدمني الهاتف"، أسعارا جديدة تصب في مصلحة المستهلك، فبعد أن عرفت أسعار المكالمات انخفاضا وصل إلى 65 في المئة بين سنتي 2010 و 2012، تضرب الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات موعدا جديدا لإعادة تقييم الأسعار في أواخر 2011، من أجل إدخال التحسينات اللازمة، معتمدة في ذلك على الأثر الإيجابي للتخفيضات الأولى، و بعد مشاوراتها مع لجنة إدارتها و الفاعلين الثلاثة في الاتصالات الوطنية؛ "اتصالات المغرب" و "ميديتيل" و "إنوي"، اتضح أن تخفيض الأسعار كان ضروريا لأن انخفاضها يجعل المواطن يستهلك أكثر، وهكذا ستعرف أسعار الهاتف الثابت و النقال تخفيضات تصل إلى 82 في المئة عوض 65 في المئة التي حددت في البداية.
انفجار في سوق الهاتف النقال و تأثير الرسائل القصيرة
و ابتداءا من فاتح يناير 2012، ستعرف تسعيرة المكالمات الهاتفية انخفاضات مهمة تتمحور حول 0.40 درهم للدقيقة الواحدة دون احتساب الرسوم، مع الحفاظ على بعض التباين في التسعيرة عند مختلف الفاعلين، وسوف تنخفض الأسعار بنسبة 50 ٪ في نهاية عام 2013 حتى تصل إلى حد أقصى، قدره 0.20 درهم للدقيقة الواحدة دون احتساب الرسوم، و كل هذا راجع إلى التطور الملحوظ للمكالمات مع مدة تقدر ب54 دقيقة في الشهر لكل خط ،وبارتفاع وصل إلى 80 في المئة منذ التخفيضات التي عرفتها أسعار المكالمات الهاتفية سنة 2010، و ترى الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات أنه يمكن تحسين هذه النتائج كذلك، مانحة الفرصة للمستهلك البسيط لكي يستفيد أكثر و خصوصا من قطاع الرسائل القصيرة، الذي لم يتغير كثيرا منذ 2010 لكنه يحتوي، حسب الوكالة، على قدرة مهمة على التطور، و بعدما كان محددا في 0.17 درهم للرسالة الواحدة، من المتوقع أن يصل ثمن الرسائل إلى 0.08 درهم ابتداءا من فاتح يناير القادم، و عرف قطاع الهاتف الثابت بدوره، انخفاضا بعد تطور ملحوظ بين سنتي 2008 و 2012.
رد فعل الفاعلين في المجال
لم يتأخر الفاعلون في الاتصالات بالمغرب في إبداء آرائهم حول الخطوة التي أقدمت عليها الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، حيث أن اتصالات المغرب ترى من جهتها أن توازن الأسعار لم يعرف أية مراجعة من طرف الوكالة على الرغم من التقدم السريع الذي عرفه سوق الاتصالات خصوصا مع قدوم شركة "وانا"، و من جهتها، أشارت "ميديتيل" إلى أنه يجب خفض أثمنة المكالمات الثابتة بدلا من خفض أثمنة مكالمات الهاتف المحمول، وذلك بالحفاظ على تباين الأسعار بينها و بين "اتصالات المغرب" و مع وضع سعر موحد مع شركة "وانا "، هذه الأخيرة تدافع من جهتها، عن اعتماد تعريفة موحدة لمختلف المكالمات من أجل تشجيع الابتكار في العروض المقدمة، و من المتوقع أن تكون المنافسة على أشدها بين الفاعلين الثلاثة خلال سنة 2012، لكنها ستكون مؤطرة حتى تبعث الكثير من الارتياح لدى المستهلك.