شارك وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، اليوم الجمعة في بكين، في اللقاء الرفيع المستوى لمنتدى التعاون الدولي للحزام والطريق، الذي ترأسه الرئيس الصيني شي جين بينغ بحضور رؤساء دول وحكومات وممثلي بعض الدول المعنية بالمبادرة. وجاء انعقاد هذا الاجتماع الرفيع المستوى بعد اختتام الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، الذي ينظم هذا العام حول موضوع "البناء المشترك للحزام والطريق وفتح مستقبل مشرق".
وتأتي دعوة المغرب لحضور هذا الاجتماع الرفيع المستوى بالنظر إلى العلاقات المتميزة التي تجمع بين الصين والمغرب والتي تعززت أكثر بعد الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية سنة 2016، والتي أرست شراكة استراتيجية تشمل مختلف المجالات.
كما تترجم دعوة القيادة الصينية المغرب لحضور هذا الاجتماع الرفيع المستوى، الإشعاع والمكانة التي تحظى بها المملكة بقيادة جلالة الملك والدور والأهمية التي توليها الصين للمغرب من أجل تفعيل مبادرة "الحزام والطريق" على أرض الواقع.
جذير بالذكر أن المغرب ينخرط كذلك في إطار شراكة متميزة مع الصين في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي، ومنتدى التعاون الصيني العربي، بالنظر إلى الأولوية التي يوليها المغرب لعمقه الإفريقي وانتماءه العربي والدور الريادي الذي يقوم به من أجل حمل صوت إفريقيا والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية المصيرية لدى الفاعلين الرئيسيين على الساحة الدولية من ضمنهم جمهورية الصين الشعبية.
ويمثل المغرب في هذا المنتدى، وفد هام برئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، السيد ناصر بوريطة، ويضم على الخصوص، كلا من الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالتعاون الإفريقي، السيد محسن الجزولي، وسفير المغرب لدى الصين، السيد عزيز مكوار، والسفير مدير الشؤون الآسيوية وأوقيانوسيا السيد عبد القادر الأنصاري.
ويهدف هذا المنتدى، الذي يحضره حوالي 5 آلاف مشارك من أكثر من 150 دولة يمثلون الحكومات والمجتمع المدني ومجتمع الأعمال والأوساط الأكاديمية، إلى تعزيز الشراكة والتعاون الدولي في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، والوقوف على النتائج التي تحققت منذ إطلاق المبادرة في 2013، وفتح آفاق جديدة للتعاون وتنفيذ الشراكات في المجالات الرئيسية التي تغطيها المبادرة وخاصة البنيات التحتية والنقل والتجارة. وتميز منتدى هذا العام بتنظيم 12 منتدى موضوعاتيا ومؤتمرا لرجال الأعمال، أمس الخميس، هم مواضيع متعددة منها على الخصوص، سياسات الترابط، والاقتصاد ومناطق التجارة الحرة، والمالية والاستثمار، والبنيات التحتية، والحزام والطريق الأخضر، وتمحورت حول تعزيز التعاون بين الصين والبلدان المشاركة في مبادرة الحزام الطريق، وتقوية التبادلات في هذه المجالات، إلى جانب تقاسم الخبرات والتجارب وإبرام الشراكات بين رجال الأعمال.
وتشير مبادرة "الحزام والطريق"، التي اقترحتها الصين في عام 2013، إلى "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين"، وتهدف إلى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا عبر مسارات التجارة القديمة لطريق الحرير.