يواصل الأمير مولاي هشام انتقاده لسياسة الرجل القوي في المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، فخلال كلمة له في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا يوم الإثنين الماضي، انتقد "رؤية 2030" التي أطلقها ولي العهد السعودي في شهر أبريل من سنة 2016، والتي تتحدث عن الاختيارات الاقتصادية للمملكة "بعد النفط".
وجاءت كلمة الأمير المغربي المثير للجدل، أثناء مشاركته في لقاء دعا إليه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جورج شولتز (1982-1989)، حول موضوع "الحكامة في العالم الناشئ" وخصوا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتركز النقاش الذي أداره مدير الدراسات الإيرانية في جامعة ستانفورد عباس ميلاني، حول تغيير التركيبة السكانية في منطقة الشرق الأوسط، وأدوار التكنولوجيا داخل الحكومة والمجتمع والتحديات التي يتعين على دول الشرق الأوسط التغلب عليها في المستقبل، حسب ما أورده موقع "ذا ستانفورد دايلي"
وشارك في اللقاء متدخلون من المملكة العربية السعودية والمغرب وإسرائيل وتونس ومصر والإمارات العربية المتحدة وتركيا وإيران.
واختار الأمير المغربي الحديث عن مكانة التكنولوجيا في المملكة العربية السعودية، في ظل "رؤية 2030" التي أطلقها محمد بن سلمان في محاولة منه لتنويع اقتصاد بلاده، وتخليصه من الريع والتبعية للنفط وأشار إلى أنه "في الوقت الذي ينتقل فيه العالم بعيدًا عن الهيدروكربونات لأسباب متنوعة"، أصبح من الضروري للمملكة العربية السعودية مراجعة صيغتها الخاصة بالنمو.
وشكك في إمكانية نجاح خطة محمد بن سلمان لكون أن المملكة العربية السعودية "دولة ريعية"، حيث "يشتري فيها النظام سلبية المواطنين وقبولهم للحكم الاستبدادي بالأموال المتحصلة من مبيعات الموارد الطبيعية".
وأكد الأمير المغربي أن المملكة العربية السعودية "تريد الاستفادة من مزايا الاقتصاد الحديث دون دفع التكاليف". وقال إن رؤية "2030"، قد لا تنجح في تحقيق "تحديث الاقتصاد دون الحداثة"، لأن ذلك بحسبه يديم نموذج الدولة الريعية.
وحذر مولاي هشام من أن الاستثمار الحكومي في التكنولوجيا والشباب في المملكة العربية السعودية يمكن أن يبني فقاعة سرعان ما تنفجر عندما تتراجع العائدات النفطية.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها الأمير المغربي، محمد بن سلمان ففي شهر أكتوبر الماضي وبعد حادثة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تركيا، وصفه في حوار مع صحيفة "كونفدنسيال" الإسبانية بأنه طاغية وقال إنه "مع ولي العهد محمد بن سلمان، العربية السعودية انتقلت من الدكتاتورية الى مرحلة الطاغية، ولتعزيز قوته، سيراهن الأمير على مزيد من القمع".