القائمة

أخبار

المغرب: موت الكتلة الديمقراطية و ولادة " كتلة تاريخية " !

أدى انتصار حزب "البيجيدي" و انطلاق المفاوضات مع مختلف الأحزاب لتشكيل الحكومة الجديدة إلى انهيار التحالفات الشهيرة، التي ظهرت قبل الانتخابات التشريعية ، وجاء " انطفاء شمعة " الكتلة الديمقراطية بعد أن أصبح بعض أعضائها القدامى يسمونها اليوم " الكتلة التاريخية " .

نشر
هل سيدوم التفاهم بين الإسلاميين و الاشتراكيين خلال الحكومة المقبلة ؟
مدة القراءة: 3'

مجرد فوز الإسلاميين في الانتخابات الأخيرة كان كافيا لطمر معالم التحالفات السياسية التي ميزت الساحة السياسية في المغرب في الآونة الأخيرة، و إذا كان تصدع تحالف الثمانية متوقعا، نظرا لعدم تجانسه، فإن انهيار الكتلة الديمقراطية جاء نتيجة حسابات خاطئة، فالتحالف الشهير،  المنشأ منذ  سنة 1992، و الذي يجمع حزب الاستقلال و الاتحاد الاشتراكي، في طريقه إلى أن يصبح جزءا من التاريخ ، لكون كل حزب من الأحزاب التي  من المفروض أن تناقش فيما بينها مسألة الدخول في حكومة بنكيران من عدمه، تعطي الأولوية لمصالحها الخاصة. 

وكان حزب الاستقلال أول الخارجين عن اللعبة باستجابته لنداء بنكيران، دون أي اتفاق مع حلفائه، في حين أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تردد كثيرا قبل أن " ينصاع " في النهاية لعرض العدالة والتنمية، إذ يرى الاشتراكيون ، في المعارضة، فرصة لضخ نفس جديد داخل الحزب الذي يسعى  لتعبئة الجماهير وكسب ثقتهم.

أما بخصوص العنصر الثالث من أحزاب الكتلة، فحزب التقدم والاشتراكية يواصل، دائما، " تمنعه وهو راغب " ، حيث جاء على لسان كريم التاج، الناطق باسم حزب الكتاب، أنه لم  يسفر اجتماع المكتب السياسي ،الذي عقد  يوم أمس الاثنين 5 دجنبر، عن أي قرار، لكن الجو العام  يوحي إلى أن الحزب يسير في اتجاه المشاركة في حكومة عبد الإله بنكيران، في انتظار أن يتأكد ذلك رسميا في اجتماع اللجنة المركزية للحزب أو ما يسمى " برلمان الحزب "  التي ستجتمع يوم السبت المقبل .

كتلة تاريخية

وإذا كان التحالف بين الاستقلاليين والإسلاميين يبدو عاديا،  فإن مشاركة الاشتراكيين في الحكومة الجديدة تحتاج إلى نقاش كبير، ويعتبر دخول زملاء نبيل بن عبد الله، الذين لم  يحصلوا سوى على 18 مقعدا في البرلمان، في التشكيلة الجديدة فرصة من ذهب على حساب الإيديولوجيات، في حين نتحدث، داخل حزب التقدم والاشتراكية عن " خلاف تاريخي" و أن الأهداف تبقى نفسها مع الحكومة التي يقودها بنكيران، أي محاربة الفساد والفقر واقتصاد الريع ...

ويعتبر تواجد هذه التشكيلات المختلفة في حكومة واحدة بمثابة ولادة كتلة جديدة ، يمكن نعتها " بالتاريخية "،  حلت مكان " الكتلة الديمقراطية " ، إذ يتميز هذا المولود الجديد، حسب أحد أعضاء  حزب التقدم والاشتراكية  بصفة " التوحيد بين أحزاب اليمين و إخوانهم في اليسار"، و سيبقى السؤال المطروح هو هل بإمكان هذا المولود الجديد ( الكتلة الجديدة ) أن يخضع لاختبارات السلطة ؟   لتبقى عملية توزيع الحقائب الوزارية أولى عناصر الإجابة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال