بالتزامن مع استعداد البرلمان لعقد دورة استثنائية من أجل تمرير مشروع القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بإصلاح منظومة التربية والتكوين، خرج عبد الإله بنكيران، عن صمته لينتقد التوافق الذي توصلت إليه الفرق البرلمانية فيما يخص لغة التدريس.
وقال بنكيران في بث مباشر على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك خلال ساعة متأخرة من يوم أمس بنبرة غاضبة، "اليوم وأنا أحدثكم في الحقيقة لابد أن أعترف أنني في حالة من القلق، لأننا في المراحل الأخيرة مما سمي بالقانون الإطار".
وأكد أن القانون الإطار حول التعليم كان سيخرج خلال رئاسته للحكومة، "لكن الدوائر التي تشرف على الموضوع، قالوا لا يجب أن نمرر القانون الآن فلندع الانتخابات تمر ثم نمرره، أنا استغربت في حينه".
وأضاف أن النص الذي تم الاتفاق حوله في السابق مختلف عن النص الحالي، "بقدرة قادر الصيغة التي مرت للمجلس الوزاري والبرلمان ليست هي هذه، وهذا شيء مؤسف ويتحمل فيه المسؤولية من قام بذلك".
وأقسم بنكيران أنه لو كان "رئيسا للحكومة لما مر هذا القانون، لأنه ليس معقولا أن لا تدرس أمة كل المواد باللغة العربية التي هي لغتها الوطنية والرسمية، دون أي تنكر بطبيعة الحال للغة الأمازيغية، ليس معقولا أن تأتي وتغير هذا بين عشية وضحاها، ونعود إلى لغة المستعمر، إلا أن يكون وراء هذه الأشياء لوبي استعماري، وهذا ما أشك فيه".
وهاجم بنكيران في حديثه نور الدين عيوش وقال "الشخص الذي كان يدافع عن هذه الأمور عندما كنا في اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين، هو نفس الشخص الذي بقي يدافع عنها فيما بعد، وهو نفس الشخص الذي يدافع عنها حاليا، وهو الذي دخل إلى هذه الهيئات بقدرة قادر، مع أنه لا مبرر له، هو تاجر للإشهار".
ودعا برلمانيي حزب العدالة والتنمية إلى عدم التصويت لصالح مشروع القانون الإطار، وقال "أنا اليوم مسؤوليتي أمام الله تلزمني كي أخاطب النواب البرلمانيين بصفة عامة، ولكن كي أخاطب خصوصا نواب حزبي".
وتابع "اتركوا الأحزاب الأخرى تصوت هم يملكون الأغلبية...، أنتم في حزب العدالة والتنمية ليس من حقكم التصويت على هذا القانون، وسأعتبر ذلك خيانة للمبادئ التي اتفقنا عليها في اليوم الأول. وسيكون ضربة قاضية وقاتلة لحزب العدالة والتنمية".
وواصل حديثه قائلا "إذا كان من الضروري إسقاط الحكومة، وتكوين حكومة أخرى فليكن، لا تكونوا شهود زور على هذا العمل، أنا أحذر البرلمانيين".
وأضاف "صوتوا ضده واتركوا البام يصوت مع أخنوش، هذه شريحة تجار السياسة يأخذون ويلتزمون، وربما يعطون لكي يصبحوا سياسيين، وأنتم جئتم من عمق المجتمع لكي تدافعوا عنه...إذا كان ضروريا حل البرلمان فل يتم حله".
ثم وجه كلامه إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وخاطبه قائلا "لا يجب أن ينال الاستقلاليون شرف التعريب قبل 30 سنة، وأنت تنال عار فرنسته...لا يهنيها هاد رئاسة الحكومة، هل أنت أول رئيس حكومة يسقط".
وأكد بنكيران رفضه للتوافق الذي توصلت إليه الفرق البرلمانية، وقال "إذا كانت الأحزاب الأخرى لا مشكل لديها في المغامرة بتعليم البلاد، حزب العدالة والتنمية ورقته المذهبية تنص على أن "تتبع السياسة التعليمية والثقافية المتبعة في المغرب منذ الاستقلال يبرز حجم الاختراق الاستعماري الذي استهدف نظامنا التربوي والتعليمي، فقد تم إجهاض كل المحاولات الإصلاحية المؤطرة بالرؤية الوطنية الإسلامية وتكرست بذلك الهيمنة اللغوية للغة وثقافة المستعمر، على حساب اللغة العربية والثقافة الوطنية والإسلامية".
وخاطب نواب الحزب ورئيس الحكومة قائلا "اسمحوا لي أنتم تخالفون دستور المملكة، والورقة المذهبية للحزب".
وبحسبه فإنه لا توجد أي دولة في العالم استعملت لغة أخرى في التعليم وحققت نهضة علمية "وأتحدى أي خبير أو عميل لفرنسا في هذه البلاد أن يثبت ذلك".