نشر معهد الدراسات الأمنية التي يتخذ من العاصمة الجنوب إفريقية بريتوريا مقرا له، يوم أمس الإثنين 25 مارس الجاري، دراسة جديدة تحت عنوان "وسائل الإعلام الاجتماعية تساعد في التغلب على الانقسامات في شمال إفريقيا لتسهيل الهجرة"، قال فيها إن الهجرة المتزايدة للمغاربة والجزائريين والتونسيين والليبيين نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، تساههم فيها وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعمل على تحفيز مرتاديها على الهجرة وتمدهم بتعليمات مفصلة ودقيقة حول كيفية مغادرة بلادهم.
وقالت الدراسة التي أشرف عليها الباحثان ماثيو هربرت وأمين غوليدي "نظرا لأن معظم المحتوى يتم تقديمه بلهجات عربية من شمال إفريقيا، فإن وجود المعلومات على الإنترنت وأهميتها يفتقران إلى حد كبير للمراقبة من قبل أجانب"، لكن هذه المعلومات تُظهر "مدى قيام الشباب في المنطقة بإنشاء صفحات ومشاركة اهتماماتهم المشتركة حول مغادرة بلدانهم".
ويرى المعهد أن "التواصل المتزايد بين الشباب من مختلف البلدان المغاربية مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالوصول إلى الإنترنت". حيث أن "63 في المائة من المغاربة والتونسيين و 53 في المائة من الجزائريين لديهم اتصال بالإنترنت، والكثير منهم يستخدمون هواتف ذكية".
وبحسب الدراسة فإن "المواطن المغربي يقضي يوميا على الأقل ما يقارب الثلاث ساعات على الإنترنت، 83 في المائة منها على وسائل التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب أو فيسبوك" موضحة أن "اللهجات العربية في المنطقة المغاربية، المفهومة بشكل كبير وكذا استخدام اللغة الفرنسية، يتيحان للمحتوى الذي تم إنشاؤه في بلد ما أن يكون لها نطاق إقليمي".
وتؤكد الدراسة أنه يتم عبر شبكات التواصل الاجتماعي على المستوى الإقليمي، "إنشاء ومشاركة محتوى خاص بالهجرة غير الشرعية و كذا التشجيع على تحقيقه"، كما تشير إلى الدور الذي يلعبه "المهاجرون المغاربيون في أوروبا" والذين حسب ما أورده المعهد، يقدمون "صورة خيالية" للقارة العجوز، من خلال نشر مقاطع فيديو يومية أو أسبوعية و مشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتظهر "هذه المقاطع صورة لأوروبا تمثل نقيض الواقع اليومي للعديد من البلدان المغاربية".
كما أكد الباحثان، أن الشبكات الاجتماعية تعطي أيضًا نصائح عملية للمهاجرين المغاربيين المستقبليين حول كيفية السفر إلى أوروبا، و التي تشمل "طرق الترحيل ونقاط العبور التي يجب تجنبها وأسعار الأشكال المختلفة للعبور وعناصر التغطية المفيدة والمعلومات حول درجة ونوع تدابير مراقبة الهجرة التي تستخدمها قوات الأمن في المغرب العربي وأوروبا ".
وتقول الدراسة التي تستنكر سلبية الحكومات المغاربية إزاء تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، إن هذه هذه المعلومات لا تخضع للرقابة ويتم تحديثها وتصحيحها باستمرار" و يرى الباحثان أنه "يجب على الحكومات أن تعتبر هذه فرصة ثمينة لفهم العوامل والإحباطات التي تدفع مواطنيها للمغادرة إلى أوروبا" من جهة، و أن تدرك الحاجة إلى "العمل على تحقيق حياة أفضل و التي يحلم الشباب المغاربي"، عن طريق إحياء الاتحاد المغاربي، من جهة أخرى.