أظهرت الأبحاث التي قام بها متحف ماري روز والتي أجريت على طاقم سفينة ماري روز، التي تعود للملك هنري الثامن، ثاني ملوك أسرة تيودور (28 يونيو 1491 - 28 يناير 1547) ، والتي تم إغراقها سنة 1545 من قبل الاسطول الفرنسي الذي كان يحاول غزو الاراضي الإنجليزية، وتم اكتشافها سنة 1971 فيما تم انتشالها سنة 1982، قبالة مدينة بورتسماوث، (أظهرت) مدى تعدد الثقافات في عصر عائلة تيودور في إنجلترا.
وأشار البحث إلى أن تحليل الحمض النووي ونظائر العناصر الكيميائية، التي أجراها الخبراء، على ثمانية بحارة عثر عليهم على متن السفينة، تشير إلى أن اثنين منهم تعود أصولهم إلى البحر الأبيض المتوسط واثنان منهم من شمال إفريقيا أو الشرق الأوسط.
وتعود إحدى الهياكل العظمية التي تم إجراء الأبحاث عليها إلى مراهق يتراوح عمره بين 14 و 18 سنة، أطلق عليه الباحثون اسم هنري، و قال الباحثون إنه على الرغم من صغر سنه، إلى أن عموده الفقري يحتوي على علامات التهاب المفاصل والأمراض التنكسية، لكنة كان جيد العضلات.
ومن خلال دراسة نسبة نظائر عناصر كيماوية معينة في جسمه، أشار المصدر نفسه إلى أن فريق البحث تمكن من كشف تاريخه الشخصي، حيث كشفت نظائر الأكسجين في أسنانه أنه ترعرع في بريطانيا في منطقة كانت تتساقط فيها الأمطار بغزارة، في الغرب أو الجنوب، فيما أظهرت نظائر الكبريت أنه وُلد على بعد 30 ميلاً من الساحل، كما كشفت نسبة النيتروجين، أنه كان يتناول كثيرا المنتجات الحيوانية، البرية و ليست البحرية.
سفينة ماري روز في متحف بريطاني
لكن الحمض النووي لهنري أظهر أن جيناته تعود لأماكن أبعد، حيث كشف الخبراء من خلال إجراء الحمض النووي للنواة، أنه ينحدر من شمال إفريقيا، إما من المغرب أو الجزائر، أو من الشرق الأدنى.
من جهة أخرى، قام الخبراء بإجراء تحاليل مماثلة، لرجل آخر في أوائل العشرينات من عمره يعرف باسم آرتشر رويال، عثر عليه بالقرب من قوسه الإنجليزي الطويل، وهو جندي رفيع المستوى تم العثور عليه محاصرًا تحت مدفع على السطح الرئيسي، كان يرتدي ذراعا حديديا يحمل شارتين واحد لإنجلترا وآخر لكاثرين أراغون، وهي هي الزوجة الأولى للملك هنري الثامن.
وأشار البحث إلى أن نظائر العناصر الكيماوية لآرتشر رويال، ترعرع في إنكلترا، لكنه ينحدر إما من شمال إفريقيا أو من جنوب أوروبا، حيث أظهرت نسبة الأكسجين على أنه ولد في مناخ أكثر سخونة.
يذكر أنه سبق للمؤرخة ميراندا كوفمان، المختصة في العلاقات الإفريقية البريطانية أن أشارت في كتابها، "تيودر الأسود، القصة التي يعجز عنها الوصف"، إلى إن إنجلترا كانت خلال تلك الفترة موطنا للبحارة السود والحرفيين والموسيقيين، مضيفة أن طاقم ماري روز الذين ينحدرون من شمال إفريقيا، جاءوا قبل أن يبدأ التجار السفر مباشرة بين إنجلترا والمغرب، مؤكدة أنه يرجح أن يكونوا قد هاجروا عبر إسبانيا أو البرتغال قبل وصولهم إلى بريطانيا.
وأكد متحف ماري روز، أن الأبحاث لا زالت جارية على باقي أعضاء طاقم ماري روز، مشيرا إلى أن تم حتى الآن إعادة بناء 92 هيكل عظمي من أصل 400.