القائمة

أخبار

المغرب ينتخب: نسبة المشاركة وفوز الإسلاميين أكبر رهانات الاقتراع

نسبة المشاركة والنتيجة التي سيحرزها إسلاميو العدالة والتنمية تبقى أكبر رهانات اقتراع اليوم، الذي سينتخب فيه المغاربة أولى المؤسسات في إطار الدستور الجديد.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها صباح اليوم لاستقبال حوالي 13 مليون ناخب مغربي تمت دعوتهم اليوم لانتخاب أعضاء مجلس النواب في إطار الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها بعد التصويت على دستور جديد للمملكة في الفاتح من شهر يوليوز الماضي.

ويصوت الناخبون المغاربة اليوم لانتخاب 395 عضوا جديدا في مجلس النواب، أمام تنافس ما يزيد عن ثلاثين حزبا سياسيا، يتوزعون بين اليمين واليسار والوسط والتيار الإسلامي، ويمثلون مختلف جهات ومناطق المملكة.

وتعول السلطات المغربية على نسبة مشاركة مهمة تقترب من تلك التي تحققت خلال الاستفتاء الدستوري الأخير، حتى تكسب الإصلاحات الدستورية التي أعلنها عاهل البلاد شرعيتها، وتسهم إلى حد ما في تهدئة الشارع المغربي الذي وصلته حمى الاحتجاجات الشعبية على غرار باقي بلدان الربيع العربي.

ويزيد الرهان على نسبة المشاركة في انتخابات اليوم بالنظر إلى دعوات المقاطعة التي لم تكف قبل انطلاق الحملة الانتخابية وخلالها، حيث أعلنت عدد من القوى السياسية وحركة 20 فبراير مقاطعتها لانتخابات مجلس النواب ودعت المواطنين إلى عدم التوجه إلى مكاتب الاقتراع.

 وتتخوف السلطات أن تسهم هذه الدعوات، إلى جانب العجز البادي على باقي مكونات الطبقة السياسية والحزبية في استقطاب المواطنين، في تحقيق نسبة مشاركة هزيلة تضر بصورة المؤسسة النيابية الجديدة داخليا وخارجيا، حيث يحرص المغرب على تسويق نفسه بصورة البلد العربي الاستثنائي الذي يحقق ثورته السياسية بعيدا عن لغة العنف والمواجهات.  

وفضلا عن نسبة المشاركة تشكل النتيجة التي سيحرزها الإسلاميون المغاربة الذين يمثلهم حزب العدالة والتنمية بزعامة عبر الإله بنكيران رهانا آخر مهم لانتخابات اليوم، وذلك بالنظر إلى السياق العربي والإقليمي الذي حمل أحزابا سياسية ذات توجه إسلامي إلى السلطة.

ففي تونس أعطت انتخابات المجلس التأسيسي بعد حكم بن علي فوزا باهرا لحزب النهضة بقيادة الغنوشي، وفي ليبيا حمل سقوط نظام العقيد القذافي الإسلاميين إلى الواجهة، ونفس الأمر منتظر في مصر بصعود الإخوان المسلمين في حال تنظيم انتخابات الإثنين المقبل في موعدها المقرر.

في هذا السياق شهدت أيام الحملة الانتخابية تلاسنا حادا بين إسلاميي العدالة والتنمية وأحزاب سياسية أخرى منافسة تسعى إلى قطع الطريق أمام الحزب الإسلامي للوصول إلى أول مشاركة حكومية له.

ويتذكر كل المراقبين تلك المشاحنات الكلامية الطاحنة التي دارت بين زعيم العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران وزعيم حزب التجمع الوطني للأحرار صلاح الدين مزوار، فيما يشبه استباقا لنتائج انتخابات اليوم وتنافسا قبليا على كرسي الوزير الأول المقبل الذي من المقرر أن يكون للحزب الذي سيحرز المرتبة الأولى في انتخابات اليوم، حسب ما ينص عليه الدستور الجديد.

وإلى حين الإعلان عن نتائج التصويت حضرت الدولة لاقتراع اليوم بحملة إعلانية مكثفة تحث المواطنين على التصويت، واستقبلت المراقبين من الداخل والخارج، وعبأت كل مكونات السلطة المحلية والمركزية لإنجاز ما تحرص المملكة الشريفة على تسويقه باعتباره "ربيعا مغربيا" استثنائيا.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال