القائمة

أخبار

المغرب والجزائر : الفلاحة والطاقة سيكونان بالنسبة لإتحاد المغرب العربي كالفحم و الصلب بالنسبة للإتحاد الأوروبي

رياح جديدة تهب على العلاقات بين المغرب والجزائر، البلدان المجتاوران ، اللذان  يفصل بينهما جدار من عدم التفاهم  المتمثل في  إغلاق الحدود منذ 1994 ، وقد دفع الربيع العربي و سقوط العديد من الأنظمة الديكتاتورية  كل من البلدين ، اللذين كانا الأكثر تقدما في مسار متعرج  للديمقراطية ، إلى مراجعة حساباتهما وضرورة إعادة النظر في سياساتهما الوطنية والدولية.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

مهد المغرب الطريق لإصلاح دستوري على المستوى الوطني و كدا على المستوى الدولي من خلال تحالف استراتيجي مع دول مجلس التعاون الخليجي لجذب الاستثمارات النفطية وخلق فرص العمل التي تبقى قليلة إلى حد كبير في المملكة، وقد بدأت الجزائر اصلاحات متواضعة على الصعيد الوطني ، وللمرة الأولى تصافح اليد الممدودة من  طرف الجارة  الشريفية،       و ينبغي على الحكومة الجزائرية  أن تشعر بأنها  أكثر عرضة للخطر بعد سقوط العشرات  من رموز العروبة التي ينتمي إليها صدام حسين ، معمر القذافي و قريبا بشار الأسد. كما أن وجود التنظيم الإرهابي للقاعدة في منطقة الساحل  الجزائرية  والإحتجاز الأخير، الذي تعرض له ثلاتة  مواطنين  أوربيين  في مخيمات البوليساريو في تندوف (التراب الجزائري)، يزيد أكثر فأكثر من عزلة الجزائر.

 ترجيح العقل على العاطفة

 التحالف الاستراتيجي بين الجزائر والمغرب، الذي بدأ قبل بضعة أشهر، هو بمثابة تحالف المنطق للجارين أي تحالف المصالح المشتركة ، إن لم نقل الحيوية التي تضمن الاستقرار للنظامين. فمن الصواب البدء في التطور السلس للبلاد ، و سيكون  في مصلحة  الحكومة  والأمة على حد سواء،  بدلا من اللجوء الى  ثورة غير مؤكدة قد تغرق بلدان، مثل مصر وليبيا،  في بمرحلة انتقالية طويلة، و أخيرا، فإن الجمع بين وجهات النظر بين الأخوين المتنافسين لايمكن أن يكون بطريقة مزدهرة  كما كان متوقعا قبل بضعة أشهر، مع شائعات إعادة فتح الحدود، و قد ابتدأ هذا التقريبب في وجهات النظر في إطار"حوار قطاعي"، و كان القطاع الفلاحي محور  الزيارة التي قام بها الوزير المغربي عزيز أخنوش لنظيره الجزائري رشيد بن عيسى، إذ تم الإعلان عن توقيع ثلاثة اتفاقيات خلال المعرض الدولي للفلاحة  في الجزائر العاصمة، حيث كان المغرب ضيف الشرف.

 و قبل التطرق لقطاع الزراعة، تمت مناقشة الطاقة بما في ذلك الكهرباء والغاز على الخصوص، الذي استخدم لتدفئة  العلاقات بين الجزائر والمغرب في أوائل عام 2011 ، هذا  وقد تجلى ذلك من خلال اجتماع رفيع المستوى بين ياسمينة بنخضرة، وزيرة  الطاقة والمناجم، ونظيرها الجزائري يوسف اليوسفي

في البداية.....المجموعة الأوروبية للفحم والصلب

يمكن أن يكون قطاع الزراعة والطاقة موضوع نقاش في اتحاد المغرب العربي، فما مكانة الفحم والصلب لدى الاتحاد الأوروبي؟  و إذا كان الاقتصاد  يعني الإستثمار في صناعة الاسمنت الموجه للإتحاد الأوروبي، يجب أن نتذكر أن الإرادة السياسية لأوروبا السلمية هي  الركيزة الأساسية لإقتصاد الإتحاد. ويبقى الربيع  العربي بمثابة الصحوة العربية لإتحاد مغرب عربي جديد و الذي ينبغي الآن أن يضم الأمازيغية (اتحاد المغرب العربي الأمازيغي) ، أو ببساطة إعادة تسمية اتحاد المغرب العربي بإسم  (الاتحاد المغاربي).

وقد رحب التنائي الجزائري ـ المغربي، اللذان يختلفان حول قضية الصحراء والمتنافسين سياسيا، بكل  مشروع  اتحاد جهوي ، من شأنه  أن يكون بمثابة حافز ، مثل الثنائي الفرنسي الألماني، ليس فقط بالنسبة لمواطنيهما و إقتصادهما، بل أيضا بالنسبة للقياداتهما الجهوية ، خصوصا و أن البلدين يشكلان المحرك الأساسي لقوة جهوية تتجاوز كل المخاوف الوطنية .

 حدود مغاربية لا لزوم لها

إن اتحاد المغرب العربي يتجاوز فكرة أنه  مجرد  اتحاد لخمسة  بلدان  لها لغاتها وثقافاتها وأديانها وتاريخها المشترك، و يمكنني استخدام الجمع لأنه إذا كانت  اللغة العربية هي اللغة الرسمية  فإن الناس يتحدثون الأمازيغية  من أكادير الى طرابلس،  وإذا كان الإسلام هو دين الدولة  فإن  الديانة اليهودية  كانت موجودة  لقرون  في معظم البلدان والتي قبلتها الأغلبية من المسلمين ، و كل  هذا  الإرث المشترك من شأنه أن يعزز  مشروع  الإتحاد  الإقليمي ، الذي  سيكون بدون شك أسهل من اتحاد الدول الاوربية التي تتكلم  لغات مختلفة ، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي تهدد منطقة اليورو، وربما حتى الاتحاد الأوروبي.

ومع إغلاق الحدود البرية بين الجزائر والمغرب، يتكبد اقتصاد البلدين خسارة كبيرة، لا تقل عن 1 نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي سنويا. لكن غدا سيكون  أكثر من مجرد فتح للحدود، إنه التعاون بين كلتا الضفتين  من المنطقة المغاربية ، التي يمكن أن تدفع المنطقة  إلى الأمام، وأخيرا إعطاء المزيد من القوة  لتسمية التنينات المغاربية.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال