تجرى الانتخابات في كثير من البلدان في يوم من أيام العطل. أما في المغرب فالوضع مختلف حيث تجرى الانتخابات خلال يوم عمل كيوم الجمعة، و هو أيضا يوم أداء الصلاة الأسبوعية العظيمة. غير أن هذا الاختيار يطرح العديد من التساؤلات مع اقتراب كل اقتراع، ويقول أستاذ العلوم السياسية محمد ضريف : "إنه الحسن الثاني من اتخذ هذا القرار منذ اعتماد أول دستور سنة 1962" ، فهل هو اختيار يقوم على أساس قانوني؟ "لا على الإطلاق، لا يوجد أساس قانوني لذلك، انه قرار سياسي، لقد تعلق الملك الراحل بإجراء الانتخابات يوم الجمعة لأنه يوم مقدس "، يضيف ضريف.
يوم التعبئة...
الجمعة يوم مقدس بالنسبة للمسلمين، و هو أيضا مرادف ل "يوم التعبئة"، على حد قول أستاذ العلوم السياسية نجيب مهتدي، إنه يوم أداء الصلاة الأسبوعية العظيمة ، إذ كان من السهل تعبئة الناس حينئذ ، يضيف ذات الشخص ، و بالتالي كان هذا اليوم الأنسب للإجراء الانتخابات ويبدو أنه ظل كذلك في مرأى من السلطات، و يضيف محمد ضريف : "مع اعتلاء محمد السادس العرش، اقترحت كل من الأحزاب السياسية والمراقبين نقل يوم الاقتراع إلى الأحد،" الأمر الذي لم يتحقق بعد ، فالجمعة يوم مقدس و هو يوم الانتخابات سواء كانت استفتائية أو برلمانية أو محلية!
ولكنه يوم عمل...
إن دعوة المواطنين إلى صناديق الاقتراع في يوم عمل لا يخلو من التأثير على "التعبئة"، لكن " في الإدارات المغربية، لا يشتغل الموظفون غالبا في الجمعة. فابتدءا من الساعة 11 صباحا ، تصبح مكاتب العمل شبه فارغة"، يقول نجيب مهتدي. ومن جهة أخرى ، تمنح "التسهيلات " للموظفين والمستخدمين في القطاع الخاص بغرض القيام بواجبهم و ممارسة حقهم الوطني ، بناءا على تعليمات من رئيس الحكومة.
و تجعل ساعات التصويت و تلك المخصصة للصلاة الأسبوعية العظمية من الجمعة شبه يوم عطلة، مما يغمر المستخدمين سعادة، حتى الذين يفضلون التواجد في إحدى المقاهي عوض التوجه إلى صناديق الاقتراع. أما بالنسبة لفكرة نقل يوم التصويت هذا إلى يوم الأحد، فيرى نجيب مهتدي أنها لن تكون الفكرة الأفضل، وقال "الناس يسافرون في نهاية الأسبوع"...
وماذا يحدث في الخارج ؟
المغرب ليس البلد الوحيد الذي تجري فيه الانتخابات خلال يوم عمل، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال ، تجري الانتخابات الرئاسية وفقا للدستور الأميركي في يوم الثلاثاء الذي يلي أول اثنين من شهر نونبر كل أربع سنوات. هنالك أيضا، يثار نفس النقاش نظرا لارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت ، والطلب المتزايد على أرباب العمل بالسماح للمستخدمين بالذهاب للتصويت، و على العكس، اختارت العديد من البلدان الأوروبية يوم عطلة، خصوصا يوم الأحد. و هذا هو الحال في فرنسا و إسبانيا أيضا. أما في بعض الدول عبر العالم، فتجرى الانتخابات في يومين أو أكثر.