ذكرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع مراكش المنارة يوم أمس أنها توصلت بشكاية من داخل المعتصم المفتوح داخل المديرية الجهوية والذي تخوضه شغيلة الصحة العاملين بمستشفى السعادة للأمراض العقلية والنفسية والمستمر منذ خمسة عشر يوما، بسبب مجموعة من الخروقات تتعلق بتسيير وتدبير وتأهيل المستشفى الذي تأسس منذ سنة 2009 والغير القادر على احتواء 280 شخص يستضيفهم حاليا.
وأضاف البلاغ ذاته أن هذه الاختلالات، تهدد سلامة وعلاج المرضى النزلاء أو الطالبين لخدمات قسم المستعجلات، وذلك بسبب "البنية التحتية المهترئة"، من غياب الإضاءة بمرافق المطبخ والممرات المؤدية للمصالح والإنارة الخارجية، وانعدام الشروط الصحية لتخزين المواد الغذائية وغياب التجهيزات الأساسية للمطبخ، و كذا عدم أهلية الصرف الصحي للمطبخ وتهالك المرافق الصحية مع وجود تقعر على مستوى أرضية المراحيض والحمامات، بالإضافة إلى تشققات عديدة بالجدران وتسربات للمياه".
وأشار البلاغ، إلى وجود اختلالات اخرى يعيش على وقعها المستشفى، حيث توجد نوافذ زجاجية بقاعات الايواء، وكذا انعدام غرف عزل خاصة بالمرضى تستجيب للمعايير المطلوبة، وعدم توفر وسائل تثبيت المرضى، إضافة إلى عدم توفر الأبواب على صفائح معدنية مثقبة لمراقبة المرضى.
وفي اتصال مع موقع يابلادي، قالت عواطف التريعي، وهي رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة بمراكش إن "حالة هذه المستشفى لا تسمح لها بإيواء المرضى وغرفها ليست معزولة، وهو ما يعرض النزلاء إلى الانتحار، كما أن الأبواب مصنوعة من الخشب، فضلا عن أن المؤسسة تفتقر إلى النظافة لدرجة أن النزلاء يمكنهم أن يبتلعوا برازهم".
وأوضحت التريعي أنه "في البداية، لم يتم بناء هذا المكان كمستشفى للأمراض النفسية، فقد كان من المقرر أن يكون دار للأيتام ولكن الشخص صاحب الأرض واجه إجراءات طويلة ومعقدة، مما جعله يحولها إلى مؤسسة عامة".
وتابعت أن وزارة الصحة بعد ذلك تكفلت بها، وتم افتتاح أبوابها سنة 2009 بسعة استقبال تصل إلى قرابة 160 سريرا، ولكن منذ إطلاق عملية "كرامة" وإغلاق مركز بويا عمر، الذي يتواجد على بعد 50 كيلومترا من مراكش، استقبل المركز أكثر من 90 حالة جديدة، حيث وصل عدد المرضى حاليا إلى 280.
و أوضح البلاغ أن لجنة مختلطة من داخل الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة مراكش، انتقلت الى المستشفى في 26 فبراير 2019، من أجل معاينة المكان ووقفت على كافة هذه الاختلالات، وطالبت بعدها وزارة الصحة والمديرية الجهوية للصحة بفتح تحقيق فوري حول الحالة المزرية التى آل إليها هذا المرفق الصحي مباشرة بعيد تدشينه.
كما دعت "إلى التدخل العاجل لتوفير السلامة البدنية للنزلاء والسلامة النفسية عبر توفير شروط ومعدات العلاج، وفتح حوار عاجل وجدي مع المعتصمين خاصة وأن مطالبهم في المجمل بعيدة عن أية اعتبارات ذاتية رغم أحقيتهم في ذلك، مشددة على ربط المسؤولية بالمحاسبة فيما يخص تحديد المسؤولين عن الاختلالات المستهترة بسلامة وصحة نزلاء المستشفى".
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن الوضعية المزرية التي توجد فيها المستشفيات الخاصة بالطب النفسي في المغرب، فقد سبق لموقع "تيل كيل" أن نشر في مارس من السنة الماضية مجموعة من الصور لأقدم مستشفى في شمال إفريقيا، و هو مستشفى الرازي بمدينة برشيد، والتي تم أخدها من طرف جمعية "سيركل أوف إنفلونس" الهولندية ، التي تطوعت لجمع التبرعات لفائدة المرضى اللذين يفترشون و يأكلون من الأرض، وتحيط بهم أبواب هشة من خشب، و أسرة متقادمة.
وفي تصريح سابق لنفس الموقع، قال مصطفى صالح، وهو مدير مستشفى برشيد إن المؤسسة "مضطرة إلى لاحتفاظ بالمرضى الذين تركتهم أسرهم " ، مما يحرم المرضى الآخرين من الرعاية المستدامة وأضاف أنه " كان من المقرر أن يكون مستشفى الرازي مستشفى إقليميا، لكنه اتضح في الأخير أنه يلعب دور مستشفى أقليمي، يستقبل المرضى من ثماني مناطق مختلفة".