في الوقت الذي تخطط فيه إسرائيل للمطالبة بمبلغ 250 مليار دولار، من ثماني دول عربية، من بينها المغرب، كتعويض عن ممتلكات اليهود الذين أجبروا على مغادرة أراضي هاته الدول بعد سنة 1948، عند تأسيس دولة إسرائيل، قال ابراهام العرار رئيس الاتحاد الكندي لليهود السفارديم، إن اليهود المغاربة لم يتم طردهم من بلدهم الأصلي، حتى تطالب إسرائيل بتعويضات من المملكة.
ويطلق مصطلح السفارديم على اليهود الذين لا ينتمون إلى أصل أشكنازي غربي في المجتمع الإسرائيلي، ويصنف ضمن هذه المجموعة يهود العالم العربي والعالم الإسلامي الذين هاجروا إلى فلسطين المحتلة واستوطنوا بها.
وأضاف العرار في مقال نشره اليوم الثلاثاء 5 مارس، في موقع "ذا كاناديان جويس نيوز" أن تصريحات وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية غيلا جملئيل التي قالت فيها إنه "حان الوقت لتصحيح الظلم التاريخي الذي تعرض له اليهود في سبع دول عربية وإيران، واستعادة مئات الآلاف من أصول اليهود الذين فقدوا ممتلكاتهم" متناقضة تماما لما سبق أن صرح به ألكسندر إسترمان، و هو السكرتير السياسي للمؤتمر اليهودي العالمي خلال مؤتمر سنة 1959.
حيث قال أنداك "إنه في الوقت الذي شجع فيه جمال عبد الناصر اليهود على مغادرة مصر، بل وطردهم بعد حرب سيناء عام 1957، من أجل الوحدة الوطنية، المغرب لم يشجع اليهود على المغادرة، وفضل الحفاظ على التنوع الديني للبلاد".
وأشار المتحدث نفسه إلى أن من بين 856 ألف يهودي الذين كانوا يعيشون في الدول العربية و إيران، كان 257 ألف أي 30 في المائة منهم يعيشون في المغرب.
وأضاف أن استرمان التقى سرا مع أحمد بلافريج الذي كان قياديا في حزب الاستقلال المغربي الذي كان يتمتع بنفوذ كبير في البلاد، في 15 غشت من سنة 1955 في نيويورك من أجل التحدث عن القلق الذي أبداه المؤتمر اليهودي العالمي حول وضعية اليهود في المغرب.
وبعد الاجتماع، نشر بلافريج بيانا قال فيه إن "اليهود ليسوا خائفين من إمكانية تعرضهم لأي شكل من أشكال التمييز في المغرب المستقل. إن يهود المغرب مثلهم مثل إخوانهم المسلمين (...) وسوف يتمتعون جميعا بنفس الحقوق وسيخضعون لنفس الالتزامات، ولن تتأثر عقيدتهم الدينية. إن التطور الإيجابي الذي سيشهدونه سيكون هو التخلص من عبء السيطرة الاستعمارية التي استغلتهم كذلك. المغرب بلدهم المستقل وكل من يساعد اليهود في المغرب يساعد في استقلال المغرب أيضًا".
وتابع العرار قائلا إنه في 30 أكتوبر من نفس السنة، عندما كان السلطان المغربي محمد الخامس منفيا وكان يستعد للعودة إلى المغرب، استقبل وفدا يمثل المؤتمر اليهودي العالمي وضم وقتها كل من ايسترمان وجوزيف جولان وجيرهارت ريغنر.
وقال محمد الخامس خلال هذا اللقاء حسب نفس المصدر إنه "لطالما نظرت إلى رعايا اليهوديين كمواطنين مغاربة أحرار، متساويين تماما مع رعاياي المسلمين. وهذه هي السياسة التي سأتخذها في المستقبل. سيستفيد جميع المواطنين من المساواة في الحقوق والواجبات، بغض النظر عن معتقداتهم الدينية، تأكدوا أن نواياي ستنفذ بالكامل عملياً عند عودتي إلى المغرب".
المصدر نفسه أكد أن أعضاء المجتمع اليهودي في المغرب، أصدروا وقتها بيانا عبروا من خلاله عن فرحتهم الكبيرة بعودة السلطان محمد الخامس وعائلته من المنفى، ودعوا اليهود المغاربة إلى الانضمام إلى إخوانهم المسلمين في الاحتفال بعودته إلى عرشه.
ويضيف كاتب المقال أنه في 26 أكتوبر 1956، أدى ليون بينزاكن، وهو طبيب يهودي مغربي، اليمين الدستورية كوزير في حكومة مبارك البكاي وهي نفس الحكومة التي أصبح فيها بلافريج وزيرًا للخارجية.
واسترسل أن القول بأن اليهود المغاربة الذين هاجروا إلى إسرائيل كانوا لاجئين، يشوه الحقائق، وهو إنكار لأنهم كانوا صهاينة متحمسين. "أما بالنسبة إلى 20.000 يهودي مغربي آخر الذين فضلوا الهجرة إلى فرنسا وكندا، أسسوا مجتمعات مزدهرة، سيكون من غير المقبول دعوتهم باللاجئين، خاصة وأن العديد منهم يواصلون الحفاظ على روابط اقتصادية وثقافية وأكاديمية قوية مع المغرب. وعلى عكس البلدان الأخرى، لم يقم المغرب على الإطلاق بتجريد مواطنيه اليهود من جنسيتهم".
وختم العرار حديثه قائلا، يجب على "اليهود المغاربة الآخرين الذين قرروا واختاروا مغادرة المغرب طواعية، سواء بالهجرة إلى إسرائيل أو إلى بلد آخر، الحفاظ على هويتهم الأخلاقية والدفاع عن حقيقة الهجرة اليهودية من المغرب".