القائمة

أخبار

الإعلام البلجيكي منشغل بمسألة الإسلام

تتابع الصحافة البلجيكية، باهتمام شديد، الأخبار المتعلقة بمسلمي البلاد "عددهم، عدد أماكن التعبد " المساجد"، وطريقتهم في ممارسة الشعائر الدينية... ففي هذا الشهر، نشرت الصحف البلجيكية دراسة جديدة حول المسلمين في بروكسل تحث عنوان «l’Iris et le croissant»، ل فيليس داسيطو، أستاذ وباحث في الجامعة الكاثوليكية في لوفاين.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

ازدادت مخاوف المسلمين في بلجيكا، على خلفية نشر دراسة جديدة بعنوان «l’Iris et le croissant»، قام بها عالم الاجتماع فيليس داسيطو، أستاذ وباحث في الجامعة الكاثوليكية في لوفاين، إذ تشير الدراسة إلى أن ربع سكان بروكسيل، أي 000 250 مسلم، نصفهم يمارسون شعائر الدين الإسلامي، و تركز الصحافة البلجيكية، التي تقدم بشكل منتظم معلومات حول تزايد الساكنة المسلمة، نسبة المسلمين في بروكسيل أو عددهم المتزايد دائما، و أماكن العبادة المعروفة ، ويركز الكتاب على جانب " السلفية الجديدة " و غياب التأطير المدني للشباب المسلم في العاصمة.

وفي تحليل لنفس الدراسة، ورد عن موقع الإذاعة و التلفزة البلجيكي الفرنسي "RTBF" أن هناك طرق عديدة لممارسة الشعائر الدينية، بالرغم من أن تيار السلفية الجديدة قد برز منذ سنوات التسعين، و هي تطبيق ،بالحرف، لنصوص المؤسسة الإسلامية مع التركيز،أيضا، على جوانب الواجبات المترتبة عن الطقوس، حول التقاليد كالعلاقات الشخصية المتبادلة( خصوصا العلاقة ما بين الرجال و النساء)، و حول خلق مجموعة من الأشخاص أكثر تشبثا بمذهبهم السلفي من شأنهم وضع أسس مجتمع تقي ( خال من المسلمين الفاترين و منفصل عن العالم غير المسلم )".

و حسب نفس الدراسة، أشارت أسبوعية لو فيف Le Vif إلى أنه " إذا كان المؤلف يكشف عن ( تخلي المجتمع عن كل ما هو متعلق بالهوية الدينية في المجال الاجتماعي (المدارس القرآنية، الدروس الدينية الإسلامية، شرائط فيديو، كتب، الخ)، فإن هناك هوة عميقة فيما يخص التأطير المدني (الكشفية ، مراكز للشباب، الخ) للشباب المسلمين. و في هذه الحالة، هناك مسألة مهمة أي أن التنشئة الاجتماعية في الشارع هي السائدة. "

و تم التعليق على أطروحة  ليلى البشيري، باحثة في مركز علم الاجتماع في الجامعة الحرة  في بروكسل، على نطاق واسع في الصحافة ،منتصف  شهر شتنبر، إذ جاء عن وكالة الأنباء البلجيكية،على حد قول الباحثة، أن "بعض الشباب المسلمين يجددون إسلامهم " في اتصال مع الدعاة الجدد، النشطاء، المنتمون أساسا لجماعة الإخوان المسلمين أو السلفية الجديدة المستوحاة من  الوهابية السعودية " ... هؤلاء الدعاة الذين هم مصدر "إعادة الأسلمة"  لجزء من الشباب المسلمين في العاصمة، يؤدون وظيفة "إعادة التقييم الاجتماعي" و يستهدفون الفئة الضعيفة التي تجد (شيئا من الكرامة في الإسلام) ".

و ردت ليلى البشيري، في حوار مع يومية المرجع لوسوارLe Soir ، مستنكرة الطريقة التي تم من خلالها تأويل أطروحتها بقولها "إنني أندد بتلاعب جريدة  لوسوار «Le Soir» المقصود بملاحظاتي، خلال تطرقها في الصفحة الأولى إلى " تطرف فئة من الشباب في بروكسييل "معتقدة أن هذه العبارة هي العبارة الأخيرة من أطروحتي، في حين أنني لم أتطرق إلى عبارتي "التطرف" و"الراديكالية" .

و يمكن اعتبار هذا الحادث مؤشرا على أجواء الإرتياب التي تحيط بالإسلام في بلجيكا،إذ يقول فيليس داسيطو " الإسلام له تأثير مهيكل للمجال الحضري، و يجب التصدي له،(....) وأعتقد أن المجتمعات تعمل في هذا الاتجاه، ولكن المستويات الأخرى (الإقليمية والاتحادية) أقل اهتماما، إذ هناك عمل يجب القيام به في هذا الصدد ". إذن، هل ينبغي على الصحافة أيضا أن تعمل على مراجعة نفسها ؟

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال