ولد كريم فرانسيشي البالغ من العمر 29 سنة، بمدينة الدار البيضاء، من أم مغربية وأب إيطالي، وترعرع بمدينة مراكش حتى بلغ التاسعه من عمره، حيث انتقل هو وأسرته للعيش بإيطاليا.
وحسب ما يحكي كريم فالعيش في المغرب لم يكن أمرا سهلا، فقد تخلت العائلة عن أخته بعد دخولها في علاقة خارج إطار الزواج، حيث عانت هذه الأخيرة من نظرة المجتمع لها، وإلى أبنائها، الذين سرد قصتهم لوسائل إعلام إيطالية.
وقال كريم في تصريح لموقع فيرينزي سيتيجيورني الإيطالي، إنه بالرغم من أن كريم عاش حياة صعبة، إلا أنه لازال يحتفظ بذكريات جميلة عن والدتة، تلك المرأة المكافحة التي كرست حياتها من أجل خدمة عائلتها، ووالده الحنون والعطوف، المنخرط في الحزب الشيوعي الإيطالي، كما قال إنهما ساهما في بناء ونحت شخصيته، مشيرا إلى أنه ذهب إلى سوريا للانضمام إلى وحدات حماية الشعب الكردية، من أجل الدفاع عن الأكراد و محاربة مقاتلي داعش في مدينة عين العرب، المعروفة باسم كوباني باللغة الكردية، الواقعة في محافظة حلب السورية، مرجعا ذلك إلى حبه الكبير لوطنه.
وحكى كريم خلال لقائه الإعلامي، تاريخه الشخصي والعائلي، كما تحدث عن الرحلة التي قادته إلى أن يصبح عضوا في وحدات حماية الشعب الكردية، كما تحدث عن كتابه المعنون بـ "المقاتل"، الذي يوضح من خلاله للإيطاليين وخاصة الشباب منهم أن "حب الوطن يكمن أيضا في القتال من أجله"، مشيرا إلى أن القتال ضد داعش يجب أن يكون مشتركا بين جميع دول العالم، للتغلب على تهديدات المتطرفين الإسلاميين.
وأشار كريم في حواره مع القناة، إلى أن والديه التقيا في الدار البيضاء في الثمانينيات وقال إن "أبي من سينيا ولم أكن أعرف ما الذي قاده إلى المغرب، ولكن لطالما كان منجذبا إلى الشرق، وأمي أنجبت فتاة هي في سن السادسة عشرة، من رجل تخلى عنها بعد ذلك. علما أنه في سنة 1989، تواجد أم عازبة في المغرب يعتبر فضيحة".
وتابع المتحدث نفسه حديثه قائلا، أن والده الذي يدعى بريمو ولد سنة 1927 في توسكانا، وتزوج بوالدته المغربية بعد اعتناقه الإسلام "فقط على الورق للتحايل على القانون المغربي" من أجل تبني الطفة الصغيرة، كما يتذكر كريم ذكريات طفولته بمدينة مراكس، حيث كان يطلق عليه اسم "ابن الإيطالي" في الحي الذي كان يقطن به.
غادر كريم هو وعائلته، المغرب للاستقرار في سينيغاليا على الساحل الادرياتيكي لإيطاليا، حيث التحقت والدته بخالتها التي كانت تشتغل هناك، أصيب والده بعد ذلك بمرض السرطان، وهو المرض الذي أدى إلى وفاته بعدها بفترة قصيرة، تاركا زوجته تعيل طفلين صغيرين بمفردها، وأكد في شهادته أنه لازال يحتفظ بذكريات جميلة لواده مشيرا إلى أنه قبل وفاته وخلال الفترة التي قضاه في المغرب "عمل كطباخ بمطعم، و كان دائم الحديث عن مدينة سينيغاليا، حيث كانت لديه ابنة و كان متعلق بها لدرجة شديدة".
وقال كريم إنه اكتسب القيم و المبادئ من والديه، وهو ما دفعه إلى الذهاب إلى سوريا ضمن قوافل المساعدات الطبية الإنسانية، حيث تعرف حينها على تنظيم الدولة الإسلامية، المعروفة بـ "داعش"، والذي كان مقاتلوه يطوقون السكان المدنيين في مدينة عين العرب.
وخلال محاولته التخفيف من معاناة السكان، وخاصة الأطفال، أدرك بحسب حديثه أن دوره الأساسي هو "محاربة التنظيم المتطرف"، ليقرر بعدها الانضمام إلى ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردي في يناير 2015.
واسترسل كريم قائلا "كنت أعلم أن فرص موتي كانت كبيرة، لكن الرغبة في الانتصار كانت أكبر"، موضحا أن معركته على الأرض كانت من أجل عالم علماني، ومتكافئ وموحّد وديمقراطي". وقال إن "القتال ليس غاية في حد ذاته، فقد كنت أعلم سبب قتالي، قمت بذلك لرغبتي في الدفاع عن القيم المجودة في الدستور الإيطالي، التي أحملها بداخلي" وأضاف إن "الحرب ضد داعش لا تقتصر على شعب واحد، فهي واجب الكل".
وأكد كريم أنه كان يعتبر ملهمه في القتال ضد التكفيريين هو أحمد شاه مسعود الذي وقف بقوة ضد حركة طالبان، في أفغانستان.