القائمة

أخبار

بلجيكا : دراسة مثيرة للجدل بشأن إدماج الشباب المنحدرين من أسر مهاجرة

بعد ثلاث سنوات من الأبحاث و الدراسة الميدانية ،قامت باحثتين بلجيكيتين بنشر كتاب حول الصعوبات التي يواجهها المهاجرون الشباب ببلجيكا، ويكشف الكتاب  المعنون تحت اسم "Adolescences en exil " (مراهقة  في المنفى) عن حافز المهاجرين الجدد وتوقهم إلى النجاح وعن تجارب فشل أولئك الذين حاولوا من قبل و الذين لا يؤمنوا بشيء، ويفتح هذا الكتاب، الذي تم عرضه في العاشر من الشهر الجاري، نقاشا و ورشات عمل كما سينظم يوم دراسي يخصص للسياسات المعنية بالهجرة.

نشر
بروكسل
مدة القراءة: 3'

واستغرق البحث سنتين، أما العمل بأكمله فقد استغرق ثلاث سنوات ، والنتيجة التي تم الخروج بها كانت نوعا ما مقلقة حيث يواجه الشباب البلجيكيون المنحدرون من أسر مهاجرة  صعوبات في الاندماج، وتم البحث في أحياء هامشية في الشمال الغربي لمدينة بروكسيل ، التي تتميز مدارسها بكثافة عالية من المهاجرين ،وأسفر البحث عن نتائج نوعا ما متناقضة . في الواقع، إن الشباب الذين وصلوا حديثا إلى الأراضي البلجيكية يملكون عقلية "الفائز" والرغبة في النجاح، بينما إخوانهم المنحدرين من أسر مهاجرة لا يتمكنون من الاندماج ولديهم قناعة باستحالة النجاح في ذلك. وانطلاقا من هذا الواقع ، يشرح كتاب " "Adolescences en exil " الصعوبات التي يواجهها المهاجرون الشباب في الاندماج في المجتمع البلجيكي.

معاناة مضاعفة

" معظم الذين أتوا حديثا، من منطق النجاح، أتوا ليبنوا مستقبلهم هنا، مفعمين بالحماس"، هذا ما أكدته جاسينث مازوشتي، عالمة الأنثروبولوجيا وباحثة في الجامعة الكاثوليكية بلوفان  وهي واحدة من مؤلفي الكتاب مع باسكال جامول، الباحثة في خدمة الصحة النفسية "لو ميريديان" ببروكسل. وتابعت " لكن، ونظرا لأعمال العنف وصعوبة الإجراءات الإدارية ، فإن إمكانيات تحقيق النجاح تقل كما تنخفض الآمال في ذلك، وبالنسبة للشباب الذين ولدوا هنا ،فلقد تعرضوا بدورهم لإخفاقات متتالية، فكثير منهم قبلوا بحقيقة أن الإندماج غير ممكن."

 وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء، أولا، أماكن منفى هؤلاء المراهقين، بين الوطن الأم والوطن المستقبل، مكانهم في المدرسة، وأخيرا، "أعمال العنف التي تمارسها الدولة" والتي يعانون منها. كما يلقي هذا الكتاب الضوء على المعاناة المضاعفة لهؤلاء الشباب الذين يواجهون في الوقت ذاته عنف مرحلة المراهقة مع "الغربة" الخاصة بتلك المرحلة، و شعورهم وكأنهم غرباء في البلاد.

السياسيون المشاركون

لقد نظم ، في اليوم العاشر من الشهر الجاري، يوم لمناقشة وتأمل الإستنتاجات التي أتى بها كتاب مراهقون في المنفى، والهدف من ذلك هو العمل مع الجهات الفاعلة ميدانيا " في المدارس على سبيل المثال" وتطبيق التوصيات التي خرج بها الكتاب، وأضافت جاسينث مازوشيتي في لهجة ساخطة " الأمر المزعج بالنسبة لنا، هو أن الأمور تتكرر، وأننا لم نعتبر من فشل عدة سياسات، حيث أن عدم إمكانيات الإندماج تتكرر في الأحياء من جيل لجيل خاصة بين المهاجرين ، ولهذا ستقدم اقتراحات الى السلطات المختصة و ذلك كما توضح مازوشيتي وجامول في ملخص كتاب "Adolescences en exil " بأن حياة الأحياء والمؤسسات التعليمية وقوانين المواطنين يجب التخطيط لها سويا."

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال