منذ بداية سنوات الخمسينات بدأت بعض الدول، في تنظيم مسابقات للاحتفاء بجمال نسائها، ولم يكن المغرب استثناء، فمع استقلاله عن المستعمر الفرنسي نظمت مسابقة لاختيار أجمل نساء المملكة.
وتشير بعض المصادر إلى أن مسابقات الجمال في المغرب تعود إلى عقود قبل ذلك، غير أن كانت لا تشمل المغرب كله، وكانت تقتصر على بعض المناطق، مثل مهرجان حب الملوك الذي تحتضنه مدينة صفرو حيث يعتبر أقدم مهرجان في الملكة وتعود بداياته الأولى إلى 1919، حيث يختتم هذا المهرجان باختيار ملكة لجمال حب الملوك، لتشارك بعد ذلك الفتاة المتوجة في استعراض شعبي يطوف شوارع المدينة، مصحوبا بنغمات فرق موسيقية شعبية تختزل الترابط القديم الجديد بين جمال الطبيعة وجمال الإنسان.
ومع بداية سنوات الخمسينات بدأت مسابقات ملكات الجمال تكتسي طابعا عالميا، إذ صارت تنظم مسابقات عالمية، ووصل الأمر الآن، إلى حد تنظيم أربع مسابقات لاختيار ملكات جمال العالم، وهى مسابقة ملكة جمال العالم، ومسابقة ملكة جمال الكون، ومسابقة ملكة الجمال الدولية، ومسابقة ملكة جمال الأرض.
ملكة جمال المغرب
بدأت تنظم مسابقات ملكة جمال المغرب، بداية الخمسينات في المملكة، وكانت تشرف عليها آنذاك جمعيات واتحادات تابعة للجاليات الأوربية، التي كانت تقطن بالمدن المغربية الكبرى، من بينها الرباط والدار البيضاء ومراكش.
ففي السنة الأولى لجلاء المستعمر الفرنسي عن المغرب، نظمت أول مسابقة لملكة جمال المغرب في المملكة، وكانت أول من حصلت على اللقب آنذاك شابة تدعى ليديا مارين و هي في سن 19.
وفي السنة ذاتها شاركت مارين في مسابقة ملكة جمال العالم التي أقيمت في قاعة حفلات ليسيوم في لندن بالمملكة المتحدة، إلى جانب 23 متسابقة، غير أنها لم تتحصل على أي من المراتب الأولى، وفازت بالمسابقة وقتها المشاركة الألمانية بيترا شورمان.
وفي السنة الموالية كان المغرب، ممثلا في المسابقة الدولية لملكة جمال الكون، من طرف ملكة جمال المغرب آنذاك، و تدعى جاكلين دوريلا بونيلا، وأقيمت المسابقة في شهر يوليوز بقاعة البلدية لونغ بيتش في لونج بيتش بكاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وفازت بالمسابقة ملكة جمال البيرو غلاديس زندر.
و في كلمة ألقتها ممثلة المغرب، بونيلا خلال تقديم المتسابقات قالت بطريقة ظريفة لا تخلو من الدعابة، نتيجة الارتباك "أريد أن أقول لجميع الأشخاص الذين لم يزوروا المغرب من قبل، والذين يعتقدون أن المغرب ليس بلدا عصريا، هم مخطؤون، لأن المغرب بلد عصري جدا ... هناك أحياء فقيرة بالفعل، لكن هناك أيضا عمارات كبيرة تتكون من 15 طابقا، وهناك أيضا سيارات جيدة، وبطبيعة الحال هناك أيضا جمال...، في الأخير المغرب بلد جميل، وأنا سعيدة بتمثيله هنا في لونج بيتش".
واستمر تنظيم المسابقة في المملكة كل سنة، إلى غاية نهاية الستينات، حيث لم تعد تنظم بشكل سنوي، إلى أن اختفت من الوجود.
مسابقة سرية لملكات الجمال في المغرب
عادت المسابقة لتظهر مجددا في المغرب سنة 1999، غير أن ذلك قوبل باحتجاج شديد من الأصوليين الذين اعتبروها خروجا عن القيم وتقاليد الحشمة.
ونتيجة لذلك غابت المسابقة مجددا إلى غاية سنة 2002، حيث جرى تنظيم المسابقة وسط اجواء تكتم شديد في مدينة الرباط، وجرى الحفل بعيدا عن أضواء وسائل الإعلام والجمهور رغم مشاركة أزيد من 14 ألف فتاة فيها، بسبب تخوف المنظمين من ردود فعل واحتجاجات الأصوليين، وتوجت بالمسابقة شابة تدعى دجى لحلو.
غياب مسابقة رسمية
وخلال السنوات الأخيرة كثر الحديث عن مسابقات لاختيار ملكة جمال المغرب، ففي كل مرة تتحدث تقارير إعلامية عن تتويج ملكة جمال مغربية في إحدى التظاهرات، التي تحتضنها إحدى مدن المملكة، وهو ما يفسر تنظيم أكثر من مسابقة في المملكة كل سنة.
وفي كل مسابقة، تقف شابات في مقتبل العمر، تحاولن الظهور بأفضل إطلالة أمام لجنة التحكيم، من أجل إقناعها باختيارهن، ومنحهن تاج ملكة الجمال.
لكن وجود عشرات المسابقات لاختيار السيدة الأجمل في المملكة، جعل هذه المسابقة محط استخفاف من قبل المتتبعين، الذين أصبحوا لا يعيرونها اهتماما كبيرا.