أزمة مصر والجزائر
إننا نتذكرجيدا الأزمة الدبلوماسية التي كادت تعصف بالعلاقات المصرية – الجزائرية سنة 2009 ، والسبب هو كرة القدم . إلا أن نتائج هذه الأزمة تجاوزت مجال الرياضة. فحين وصول الفريق الجزائري إلى القاهرة لخوض مباراة الذهاب ليوم 14 نونبر 2009 برسم تصفيات كأس العالم 2010 ، رجمت الحافلة التي كانت تقل لاعبي المنتخب الوطني الجزائري من قبل الشباب المصري بالإضافة إلى رشق حافلة مشجعي الفريق الجزائري ، و كانت الحصيلة : إصابة ثلاثة لاعبين و عدد من المشجعين الجزائريين ، و لم تخل نهاية المبارة من مظاهر العنف بين أنصار الخضر و أنصار الفراعنة ، وكرد على ذلك تعرضت بعض الشركات المصرية، بالجزائر ، للنهب والحرق في اليوم الموالي . وبعد أيام قليلة من مباراة الإياب في الخرطوم، عاصمة السودان لم تتوان الجماهير الجزائرية في الأخد بتأرها ، ففي يوم 19 نونبر بعد المباراة ، تعرضت الحافلات المصرية للرشق بالحجارة مما خلف تلاثة جرحى على الأقل، حسب ما ورد عن شهود مصريين .
وقد تأثرت العلاقات بين الجزائر و مصر، الشيء الذي أسفر عن مظاهرات و أعمال عنف أمام مقر السفارة الجزائرية بمصر و إلى استدعاء السفراء بصفة رسمية.
مصادمات واحتجاجات
في الثالث من أكتوبر 2010 ، كان لأنصار الترجي التونسي فرصة سانحة للأخد بتأرهم من أنصار الأهلي المصري خلال نصف نهاية عصبة الأبطال الإفريقية حيث أسفرت الإصطدامات عن العديد من الجرحي في صفوف المشجعين و عن 11 جريحا في صفوف الشرطة. وبعد بضعة أشهر، كان الدور على الفريق التونسي أن يتحمل عدوانية المصريين ، فقد غزت جماهير الزمالك الميدان في أبريل 2011 بعد إلغاء الهدف بداعي التسلل. و لم يسلم الحكم الجزائري محمد بنوزة هو أيضا من غضب الجماهير المصرية، و لحسن الحظ تدخلت الشرطة بسرعة ، و بفضل التجربة التي استخلصتها الحكومة المصرية مما حدث سنة 2009 ، سارعت هذه الأخيرة إلى تقديم اعتذاراتها لتونس و الجزائر إثر هذه الإنزلاقات، متفادية بذلك أية أزمة جديدة محتملة. وقبل ذلك بشهر، في أواخر شهر مارس من هذا العام ، و نتيجة التدافع خلال بيع تذاكر مباراة المغرب والجزائر بملعب 19 مايو1956 بعنابة ، أصيب حوالي 50 شخصا.
إن أعمال العنف التي تحدث بعد المباريات أو خلال التدافع أمام شبابيك بيع التذاكر تبقى هي العملة الرائجة بشمال إفريقيا. و لا يمكن استثناء المغرب عندما يتعلق الأمر بالمباريات الوطنية ، ولكن حتى الآن، لم يسجل أي حادث أثناء استضافته لفريق أجنبي أو أثناء المباريات الوطنية ، حتى عندما يستضيف نظيره الجزائري .
إذن ، ما هي أسباب هذه الانفجارات؟ هل هو بسبب سوء إدارة الأمن في الملاعب؟ أو إطلاق العنان أكثر من اللازم للمشجعين ؟
ما هو مؤكد هو أنه على هذا المستوى ، ينبغي بذل جهود على الفور لتجنب الأسوأ، و في انتظار ذلك ، ضغطت السلطات المغربية، وخصوصا وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط وسفير المغرب في تونس، على هذه الأخيرة التي وعدت بفتح تحقيق فوري من أجل كشف ملابسات الهجوم على مؤيدي الوداد في رادس.