نشرت جمعية "جود" يوم 15 يناير الجاري، خبر وفاة متشرد، متأثرا بموجة البرد التي تشهدها مدينة الدار البيضاء، حيث تفاعل رواد مواقع التواصل مع الخبر، الذين عبروا عن استيائهم و غضبهم من السلطات وعدم اهتمامها بوضعية المتشردين في البلاد. لكن بعد ذلك تبين أن الخبر غير صحيح .
ففي اتصال لموقع يابلادي مع "عزيز. ف" وهو أحد النزلاء السابقين بالجمعية الخيرية الإسلامية بالدار البيضاء، أكد لنا أنه قضى سنوات داخل الخيرية، رفقة الشخص الذين تحدثت جمعية جود عن وفاته، والذي يدعى بلال أحمد ويلقب بـ "المريس"، ويبلغ من العمر 54 سنة، وقال إن هذا الأخير، وجد نفسه في الشارع، بعدما تم هدم الخيرية قبل سننتين.
وأوضح أن الشخص المعني كان يعيش في هولندا بصفة غير شرعية، وبعدما قامت السلطات الهولندية بترحيله إلى المغرب في منتصف تسعينات القرن الماضي، وجد نفسه من دون مأوى، فلجأ إلى الخيرية التي ظل بها لمدة تقارب 20 سنة.
وأكد المتحدث ذاته أن بلال أحمد ليس مختلا عقليا، عكس ما يروج في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما "يعاني من مشاكل نفسية فقط" نتيجة ظروفه القاسية.
وأوضح أنه بدوره وصله خبر وفاة بلال، عن طريق أحد نزلاء الخيرية السابقين الذي يعمل في إدارة عمومية بالدار البيضاء، وواصل "قمت بنشر الخبر فور علمي به، في مجموعة على موقع فايسبوك تضم نزلاء الخيرية السابقين، وبدأنا نتناقش حول التكفل بدفنه".
وواصل حديثه قائلا "في اليوم الموالي بحثنا عنه في عدد من مستشفيات الدار البيضاء، بحثنا في قوائم مستودعات الأموات ولم نعثر على أي أثر له".
وأوضح أنه بعد مسار طويل من البحث وجدوه ملقى على الأرض أمام مستعجلات مستشفى ابن رشد الجامعي، وتابع "لم يقوموا بإسعافه، وقررنا أن نأخذه إلى تيط مليل، وهناك رفضوا أيضا استقباله بدعوى أن حالته سيئة جدا وبسبب مظهره أيضا، ونقلناه مجددا إلى الدار البيضاء، استقبله الطبيب وفحصه، وأخذناه بعد ذلك إلى الحمام، ثم توجه بعد ذلك إلى منزل أحد إخوته".
وواصل حديثه قائلا إن مسؤولي المستشفيات كانوا يديرون ظهورهم إليهم ويرفضون استقبال المريس رغم وضعه الصحي المتدهور، نظرا لمظهره الخارجي"بعد ذلك نقلناه مجددا إلى تيط مليل، ورفض مسؤولو المستشفى مرة أخرى استقباله، متعللين بحجج واهية". وأكد أنهم قرروا "في النهاية استقباله، حيث ينتظر الآن إجراء بعض الفحوصات".
وبخصوص حديث جمعية جود عن وفاة شخص آخر بالبرد، قال محدثنا "أنا لست متأكدا من ذلك، تتبعت حالة المريض فقط. لا أستطيع أن أؤكد لك الخبر".