تم افتتاح، أمس الثلاثاء بباماكو، مركز الرصد والمراقبة لوسائل الإعلام السمعية البصرية لمالي، والذي شكل ثمرة تعاون مع الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا).
وسيمكن هذا المركز، المزود بأحدث تكنولوجيات الجيل الجديد، الهيئة العليا للاتصال المالية، في مرحلة أولى ووقت معقول، من رصد وأرشفة جميع البرامج التي تبثها القنوات الإذاعية والتلفزية في منطقة باماكو ثم على مجموع أراضي مالي.
وأكد المدير العام للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، بنعيسى عسلون، أن إطلاق مركز المراقبة والرصد لوسائل الإعلام السمعية البصرية لمالي يجسد التقارب الموجود بين الهيئتين بصفتهما مؤسستين مستقلتين تسخران جهودهما خدمة لحق المواطنين في اتصال سمعي بصري حر بميثاق أخلاقي يحترم قيم التعددية السياسية والتنوع الثقافي والاجتماعي والديني.
وأضاف أن تزويد مقرات الهيئة العليا للاتصال المالية بتجهيزات وحل تقني ومعلوماتي من تطوير مهندسي الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) يعكس "ما بإمكاننا القيام به في إطار شراكة متنوعة ذات خبرة ومتطلعة الى المستقبل".
وأوضح أن الأمر يتعلق بحل تم تطويره بخبرة (الهاكا) وبراءة اختراع مسجلة وطنيا ودوليا، لافتا الى أن هذا الحل يسمح للجهة المشرفة على التدقيق بمتابعة كاملة للبرامج التي تبثها التلفزات والإذاعات العاملة على الأراضي الوطنية.
وأشار المدير العام (للهاكا) أن هذه الخدمات تم تقديمها على النحو المنصوص عليه في العقد الموقع بالرباط في 2018 بين الهيئتين المغربية والمالية تشمل على الخصوص، تركيب وتجهيز الغرفة التقنية التي تسمح بتسجيل 36 خدمة راديو إف إم و24 خدمة تلفزية و إنشاء خادم لاستغلال البرامج.
وأبرز أن الأمر يتعلق أيضا بتوريد وتركيب البرمجيات، وكذا تكوين موظفي الرصد بالهيئة العليا للاتصال المالية في حدود 12 شخصا، بالإضافة إلى تكوين المسؤولين عن صيانة الغرفة التقنية.
وأضاف عسلون أنه "ابتداء من اليوم يمكن للهيئة العليا للاتصال المالية الانضمام إلى نادي صداقة المنظمين الذين يستخدمون (هاكا ميديا سولوتيون)، والذي يضم الجهات التنظيمية في كل من بلجيكا وتشاد وموريتانيا والسنغال وبنين وتونس والنيجر والطوغو".
ومن جانبه، قال سفير الملك في باماكو، حسن الناصري، إن إطلاق هذا المركز سيتيح للهيئة العليا للاتصال لمالي إلى التحول للسرعة القصوى من أجل تنفيذ المهمة الحساسة المتعلقة بالسهر في المجال الإعلامي على احترام القواعد الديمقراطية والتنوع والتعددية وضمان الوصول العادل إلى وسائل الإعلام السمعية البصرية.
وأبرز أن مساهمة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في هذا الصرح تتماشى مع الحلول المقدمة والمبتكرة التي تتعزز في افريقيا على صعيد التعاون جنوب - جنوب .
وقال الدبلوماسي المغربي إنه من خلال تعزيز شراكتهما، تترجم الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري والهيئة العليا للاتصال لمالي السياسة الإرادية للملك محمد السادس والرئيس المالي ابراهيم بوباكر كيتا، اللذين يؤكدان دوما على ضرورة إرساء تعاون متنوع ومفيد.
ومن جانبه، أكد رئيس الهيئة العليا للاتصال لمالي، فوديي توري، أن إنشاء "هاكا ميديا سولوتيون" (أش إم إس) لرصد وسائل الإعلام في مالي من قبل خبراء (الهاكا) هو مظهر آخر للعلاقات الممتازة التي تربط بين باماكو والرباط.
وأضاف أن هذه العلاقات فتحت اليوم فصلا من التعاون بين هيئتي تنظيم الاتصالات في البلدين، مؤكدا أن الهيئة العليا للاتصال لمالي ستعمل على تعزيز روابط التعاون الثنائية.
ووفقا لتوري، فإن مركز الرصد والمراقبة للإعلام السمعي البصري لمالي أداة بتكنولوجبا عالية ستتولى مهمة الرصد لوسائل الإعلام السمعية البصرية، وكذا لوسائل الإعلام المكتوبة والرقمية.
وسيقوم هذا المركز، على مستوى السمعي البصري، باستقبال البرامج المبثوثة على الأراضي المالية على مدى 24 ساعة بدون انقطاع، وتسجيلها وترتيبها وأرشفتها في المنصة التقنية المركزية المثبتة في مقرات الهيئة العليا للاتصال لمالي.
كما سيمكن، على الخصوص خلال الفترات الانتخابية، من احتساب وتحديد أوقات التدخلات الإذاعية والتلفزية للسياسيين والمرشحين خلال التغطيات الإعلامية على المستويات المحلية والجهوية والوطنية.