دخل صحافيو قناة "تيلي سينكو" الإسبانية يوم الاثنين 7 يناير إلى معمل للنسيج بالمنطقة الصناعية بطنجة، بكاميرات خفية، في صفة زبناء، ويشير الجزء الأول من التحقيق إلى المداخيل والأرباح التي تجنيها العلامات التجارية الكبرى التي يصدر إليها هذا المعمل ما ينتجه، مقابل الربح الزهيد الذي يجنيه أصحابه، والأجور المتدنية التي يتحصل عليها العمال.
وبعيدا عن الجانب الاقتصادي، ركز التحقيق بالدرجة الأولى على ظروف العمل في مصانع طنجة، بعد زيارة القناة لبعض الورش، التي يوجد بعضها في الطوابق السفلية، وغالبا ما يشتغل بداخلها 25 شخصًا.
وأكد المصدر ذاته أن "العمال يشتغلون في المتوسط لمدة 9 ساعات ويحق لهم الاستراحة لمدة 30 دقيقة". وذلك في أحد المصانع التي تزود "شركة إسبانية كبيرة، حيث يصل الراتب إلى 50 أورو في الأسبوع، أي 1.3 أورو في الساعة".
ولتوضيح أعمق، اتجه الصحفيون نحو "معمل صغير ذو سمعة سيئة للغاية"، على حد قولهم، إذ تظاهروا أنهم يريدون طلب 10 آلاف قطعة من ملابس مختلفة، والتي ينبغي تسليمها في أقل من أسبوع، حيث أكد مدير المصنع وقتها أنه قادر على القيام بذلك، لأن "الموظفين سيعملون ليلاً ونهارًا لتحقيق ذلك".
وتقول فاطمة بوجه مكشوف، وهي عاملة لديها 20 سنة من الخبرة في المجال، "إن الأمر يزداد سوء كل سنة"، وأضافت أن العمال "لا يتوفرون على أي حق من الحقوق"، مؤكدة أن "الأمر لا يتعلق بالاستغلال فقط" حيث خلصت في حديثها إلى اتهام "مفتشي الشغل بالتواطؤ مع الحكومة وأرباب العمل".
وعلاقة بالموضوع، سبق لـ"سيتيم" و هي منظمة إسبانية غيرحكومية، أن أجرت في سنة 2012 دراسة حول ظروف العمل في مصانع النسيج بمدينة طنجة، تحت عنوان "حملة ملابس نظيفة" و ذلك استنادا على تجارب 118 عاملاً، و كشفت التقرير أن العمال يخضعون لجداول عمل لا تتوافق مع المعايير القانونية، وأشارت المنظمة إلى أن العمال يشتغلون 12 ساعة في اليوم بدلا من 8 ساعات، طيلة 6 أيام.
كما أشار التقرير إلى أنه تم دفع 178.72 أورو في الشهر (حوالي 2000 درهم) لبعض العمال، فيما تم دفع 100 أورو (100 1 درهم) للبعض الآخر، و في هذا السياق "أكد 40 في المائة من هؤلاء العمال أن هذه الأجور لا تسد احتياجاتهم، حيث يجدون صعوبة في إدارة حياتهم المعيشية".
وعلاوة على ذلك، يتعرض هؤلاء الرجال والنساء إلى العنف اللفظي والجسدي، و كذا الطرد التعسفي، وإجراءات تأديبية غير ملائمة"، حسب ما جاء في التقرير ذاته.
وتصدر معامل النسيج المغربية منتوجاتها إلى مجموعة من الشركات الكبرى في إسبانيا، من بينها مجموعة "إنديتيكس"، المالكة لـ"زارا"، و"بول أند بير"، و"مسيمو دوتي"، و"بيرشكا"، و"سترادي فاريوس"، و"أيشو"، و"دولشي أند غابانا" وغيرها.