قوبل حادث مقتل الطالبة الدانماركية لويزا فيستيراجر وزميلتها في الدراسة وصديقتها النرويجية مارين إولاند ، اللتان قدمتا إلى المغرب من أجل قضاء عطلتهما وتسلق جبل توبقال، باستنكار شديد على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعا العديد من المغاربة إلى تنظيم وقفات تضامنية مع عائلتي الضحيتين.
ولم يكن أفراد الجالية المغربية في الخارج استثناء، فقد عبروا بدورهم عن إدانتهم لهذا الحادث الإرهابي، وخصوصا المقيمين منهم في دولتي النرويج والدنمارك.
وفي تصريح لموقع يابلادي، تحدث ياسين اراقيا، وهو نائب برلماني نرويجي من أصل مغربي يعيش بأوسلو، عن الحزن العميق الذي يشعر به أفراد الجالية المغربية، وقال "لا زلنا تحت وقع الصدمة هنا بالنرويج"، وتابع "هذا مأساوي. جميعنا نشعر بالحزن ونعتقد بأنه لا معنى لما حدث".
وواصل ياسين الذي ينحدر من مدينة الدار البيضاء، ويستقر بالنرويج منذ ثلاثين سنة، حديثه قائلا "أهم شيء يجب القيام به هو التفكير في أسر الضحيتين، وإظهار التعاطف معهم ودعمهم بعد هذا الحادث المروع".
وأضاف "مر أسبوع تقريباً ولا نزال متأثرين بما حدث خصوصاً بعد انتشار الفيديو المروع" في إشارة منه إلى شريط الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي صوره قتلة لويزا ومارين. واعتبر ياسين أراقيا أن مشاركة الفيديو تسبب ضرراً نفسياً جديداً لأقارب الضحيتين.
وزاد قائلا "أطلب من الجميع عدم المشاركة في نشر مثل هذه الصور"، مضيفاً بأنه "يجب على مستخدمي الإنترنت احترام عائلات الضحيتين والامتناع عن المشاركة في نشر هذه الصور".
وأشاد النائب عن حزب المحافظين (هوير) بالطريقة التي رد بها المغاربة على هذه الجريمة البشعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال "ردود أفعالهم كانت محل تقدير كبير من قبل النرويجيين (...) لقد قامت الصحف النرويجية بنشر سلسلة من المقالات لتسليط الضوء على الطريقة المؤثرة التي تفاعل بها المغاربة مع الحادث، مشيرة إلى حب المغاربة وتعاطفهم مع الشعب النرويجي وعائلات الضحيتين".
ومن جانبه ، تحدث محمد.أ، وهو عضو جمعية مغربية في النرويج، في تصريح لموقع يابلادي، عن تأثير هذا الحادث المأساوي على المغاربة الذين يعيشون في هذا البلد الاسكندنافي. وأشار إلى أن "الناس (في النرويج) حساسون للغاية" أمام هذا النوع من الأحداث المأساوية.
وأضاف أنه "عندما يقتل حيوان هنا، فإن الساكنة تحزن كثيراً. لذلك لكم أن تتخيلوا حجم تأثير هذه الجريمة البشعة"، قبل أن يقول بأنه "من الصعب جداً إدارة "وضع كهذا.
وأشار الفاعل الجمعوي إلى أن لمثل هذه الأحداث "تأثيرا على المسلمين والمغاربة الذين يعيشون في النرويج".
وتابع "لحسن الحظ هناك أشخاصا منفتحين ويفهمون بأننا لسنا متشابهين. لكن من المخجل حقاً أن يكون مرتكبو هذه الجريمة من المغرب".
وكشف محدثنا عن أنهم يخططون في جمعيته، لتكريم الضحيتين، مؤكدا أن هذه المبادرة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق لهم أن أشرفوا على مبادرة مماثلة إبان هجمات بروكسيل ببلجيكا، وقال "عند علمنا بالهجمات الإرهابية، توجهنا إلى السفارة البلجيكية في النرويج من أجل تقديم التعازي".
وأوضح أن مغاربة النرويج يشعرون بضرورة القيام بشيء ليظهروا للآخرين بأنهم "آسفون على ما حدث بالمغرب". وختم كلامه قائلا إن جريمة إمليل "لا تمثل لا المغاربة ولا الإسلام".