مرت أكثر من سنة، دون أن تتمكن السلطات الهولندية من إلقاء القبض على المواطنين المغربيين، رضوان وسعيد، المتورطين في الاتجار بالمخدرات، واللذين يشتبه أيضا في تورطهما في العملية التي هزت مقهى لاكريم بمراكش في نونبر 2017، والتي راح ضحيتها طالب في كلية الطب.
وشرعت السلطات الهولندية في ملاحقتهما، كما أصدرت في حقهما مذكرة توقيف دولية، بعد توصلها بمعلومات كشف عنها عضو سابق في المافيا التي يشرفان عليها أمام القضاء الهولندي، علما أن هذا الأخير موجود الآن رهن الاعتقال.
وفي أول خروج إعلامي، لمحامية المشتبه فيه رضوان، قالت إيناس ويزكي خلال تصريح، خصت به برنامج "إينفانداك"، الذي عرض يوم الجمعة 6 دجنبر على القناة الهولندية أن بي أو 1، إن رضوان "يرفض الاتهامات الموجهة إليه، والتي أغلبها مصدرها وسائل الإعلام" وأضافت "أنه لن يسلم نفسه طوعا، وذلك لعدم ثقته في القضاء"، نظرا للمبلغ الذي خصصته السلطات الهولندية، والذي يصل إلى 25 ألف أورو كمكافأة لمن يدلي بمعطيات تساهم في إلقاء القبض عليهما، كما نسّقت جهودها مع مجموعة من الدول التي قد يلجأ إليها المشبه فيهما خصوصا المغرب والإمارات.
وتابعت ويزكي حديثها قائلة "حتى الآن، يبدو أن النائب العام أراد أن يُطارد موكلي دون احترام حقوقه الأساسية".
وحسب ما ورد في البرنامج التلفزيوني، فإن القضاء الهولندي يرى "أن المشتبه فيهما رضوان و سعيد، متورطان في عمليات تصفيات خطيرة، و هذا مبرر لانتهاك حياتهما الخاصة".
وتشير التحقيقات التي توصلت إليها السلطات الهولندية، والتي عرضها البرنامج، إلى أن المتهمين، يفترض أن يكونا قد توجها إما إلى دبي أو أمريكا اللاتينية.
وفي اليوم الثاني من شهر أكتوبر، نفذت الشرطة الهولندية مداهمة أمنية للحي الذي يقطن فين مقربين من المشتبه فيهما، وألقت القبض على سبعة أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى نفس المافيا".
من جهة أخرى، قال جون موس، الصحفي المتخصص في القضايا الجنائية، إن "المغربي رضوان دخل عالم الجريمة، عن طريق متاجرته في الحشيش في المغرب، في أبواب المؤسسات التعليمية، بعدها انتقل إلى بيع الكوكايين، وهو ما جعله يتورط في عمليات تصفيات متعددة".
وخلال الأشهر الماضية، تم الاشتباه في صلة رضوان، بالعديد من الجرائم، من بينها جريمة القتل التي وقعت خلال شهر مارس الماضي في روطيردام، والتي راح ضحيتها أحد الشهود في مكان عمله، بسبب اتفاقه مع الشرطة الهولندية على مدها ببعض المعلومات، عن المافيا التي يديرها رضوان، إضافة إلى سعيد الذي يعتبر بمثابة يده اليمنى.
وفي غشت الماضي، تمكنت الشرطة المغربية من توقيف شقيقي رضوان، بعد اتهامها بتوفير المعدات اللازمة، لتنفيذ عملية إطلاق النار التي وقعت في مقهى "لا كريم" بمراكش، في سياق تسوية الحسابات بين شبكات الاتجار الدولي بالمخدرات، وذلك بأمر من أخيهما، كما ارتبط اسم رضوان وسعيد، حتى ببعض الجرائم التي وقعت في غرب اسبانيا.
وذكر موقع "رتل نيوز" أن الشرطة الدولية، لم تتمكن من إلقاء القبض على المشتبه فيهما، بسبب العمليات التجميلية، التي قد تكون ساعدتهما على تغيير ملامحهما.