رفض بعض متظاهرو "السترات الصفراء" في فرنسا، انضمام بلادهم إلى اتفاق الأمم المتحدة اليوم الإثنين بمراكش، كما طالبوا الرئيس الفرنسي بعدم مغادرة فرنسا للتوقيع على ميثاق مراكش حول الهجرة، الذي سيتم من خلاله الاعتماد الرسمي للميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة، منظمة ومنتظمة، حسب ما أورده موقع "فرانس 24".
واعتبرت حركة السترات الصفراء أن "توقيع الرئيس إيمانويل ماكرون على الميثاق بمثابة تسليم فرنسا وأوروبا ككل إلى الأمم المتحدة" مضيفة" على المواطنين الاستيقاظ قبل فوات الأوان".
في هدا الإطار خرج محتجون يومي السبت و الأحد، إلى الشوارع الفرنسية، ورفعوا لافتات كبيرة مكتوب عليها " لا لمراكش"، حيث يرى المتظاهرون أن هذا الميثاق، سيفتح أبواب فرنسا للمزيد من المهاجرين.
كما عبر مجموعة من المحتجين عن استنكارهم لهذا الميثاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودعا ناشط من حركة "السترات الصفراء"على فيسبوك "مواطنيه للتواصل مع نوابهم لإقالة الرئيس لارتكابه الخيانة العظمى بحق الشعب مشيرا إلى أن هذا هو الأمل الأخير لإنقاذ فرنسا"، من جهة أخرى وقع 45 ألف مواطن فرنسي على عارضة ضد هاته الوثيقة.
في السياق ذاته، أفاد استطلاع رأي نشرته صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" "بأن 55 في المائة من الفرنسيين يعتبرون الهجرة سلبية في مجموعة واسعة من المجالات مثل الاقتصاد والتلاحم الوطني والأمن".
من جهتها نشرت رئيسة حزب الجبهة الوطنية لليميني المتطرف مارين لوبان، تدوينة على حسابها الرسمي بتويتر قالت فيها "يستعد ماكرون للتوقيع على ميثاق مراكش يوم 10 دجنبر، أطلب منه ارسميا أن يرفض المصادقة على هذا الميثاق الشيطاني(...) وقعوا العريضة ضد هذا الميثاق".
? Emmanuel Macron s'apprête à signer, ce 10 décembre, le Pacte de Marrakech : je lui demande solennellement de refuser de ratifier ce texte insensé, ce pacte diabolique.
— Marine Le Pen (@MLP_officiel) 5 décembre 2018
Ne lâchons rien, signez notre pétition contre ce #PacteMondialSurLesMigrations ?? https://t.co/FRCucEG19r pic.twitter.com/Lm1Kjzy0ha
وعلاقة بالموضوع ذكر موقع "فرانس 24 " أن المدعي العام بباريس، ريمي هيتس أعلن في بيان صحافي يم أمس الأحد "أن ألف شخص وضعوا قيد الحبس الاحتياطي ووجهت لهم تهما بتكوين جماعة لارتكاب أعمال عنف، إثر مظاهرات "السترات الصفراء" السبت.
ويشار إلى أن السلطات الفرنسية دخلت في صدامات مع المحتجين، يومي السبت والأحد، قرب شارع الشانزليزيه بباريس، استخدمت خلالها الغازات المسيلة للدموع لمنع وصول المتظاهرين للقصر الرئاسي، كما اضطرت السلطات إلى إغلاق المتاجر الكبرى بالعاصمة الفرنسية مخافة وقوع أضرار بها، بالإضافة إلى إغلاق برج إيفيل.
ومن المقرر ان يتم اعتماد الاتفاق غير الملزم بشكل رسمي خلال مؤتمر مراكش في المغرب بين 10 11 دجنبر، وهو الاتفاق الذي أطلق عليه اسم "الميثاق العالمي من أجل هجرات آمنة ومنظمة ومنتظمة"، حيث يهدف لفتح باب الهجرة القانونية والآمنة، بالإضافة إلى تحسين الحكامة في مجال الهجرات ومواجهة التحديات المرتبطة بها، مع تعزيز مساهمة المهاجرين و الهجرات في تحقيق التنمية المستدامة.
وأكدت 159 دولة، من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، مشاركتها في هذا المؤتمر. ومن بين المشاركين، ستكون مائة دولة ممثلة برؤساء أو رؤساء حكومات أو وزراء، وهو "ما يتوافق تماما مع المعدل المطلوب" لإقراره.