دشنت الأميرة أستريد، ممثلة الملك البلجيكي فيليب، مرفوقة برودي ديموت، وزير-رئيس فيدرالية والوني-بروكسيل، يوم أمس الثلاثاء، رسميا، المدرسة البلجيكية بالرباط.
وقال ديموت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إثر حفل رفع الستار على اللوحة الافتتاحية للمدرسة، إن ثنائية التطور الاقتصادي وتطور التعليم، هو السبيل نحو ضمان مستقبل مشترك وأفضل، مضيفا أن بلجيكا تفضل "إقامة جسور مع المغرب"، الذي هو دائما في الاستماع، وذلك من خلال العمل على اتفاقيات أخرى للتعاون في المستقبل
وأضاف أن بلجيكا، التي تستقبل جالية مغربية هامة، تريد أن "تعيد للمغرب ما قدمه لها" من خلال إقامة هذه المدرسة، مبرزا أن تم تخصيص كوطا من أجل تمكين بعض الفئات من الولوج إلى هذه المدرسة دون إلزامها بدفع مصاريف التمدرس.
من جهته، قال رئيس المدرسة البلجيكية بالرباط، فانسونت لوكريل، إن هذه المؤسسة الجديدة تهدف إلى تكوين مواطني الغد الذين سيكونون مسؤولين اتجاه مجتمعهم وبيئتهم وسيأخذون المبادرة لإنجاز مشاريع من شأنها المساهمة في تنمية المغرب
وتشكل المدرسة البلجيكية بالرباط ثاني مؤسسة مدرسية بلجيكية ذات برنامج تعليمي تابع لاتحاد والوني-بروكسل تفتتح بالمغرب، بعد أول تجربة ناجحة في الدار البيضاء، والتي تستضيف أكثر من 1000 تلميذ موزعين على ثلاث مواقع.
وستشمل المؤسسة المدرسية جميع مستويات التعليم، لتتيح مسارا مدرسيا كاملا من الصف الأول إلى الصف الأخير من التعليم الثانوي، لتبلغ طاقتها الاستيعابية 1500 تلميذ
وتقدم المدرسة البلجيكية بالرباط البرنامج التعليمي لاتحاد والوني-بروكسل، والذي يتضمن دروسا في اللغة والثقافة العربية، بالإضافة إلى دروس في تاريخ وجغرافية المغرب. وتندرج تحت فئة المؤسسات التعليمية الأجنبية الموجودة في المغرب، وتعمل في إطار اتفاق التعاون بتاريخ 21 ماي 2014 المبرم بين حكومتي المملكة المغربية واتحاد والوني-بروكسل.
وتم، بنفس المناسبة، التوقيع على اتفاقية شراكة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط-سلا-القنيطرة والمدرسة البلجيكية بالرباط تهدف إلى تسهيل التعاون بين المؤسسات التعليمية المغربية والمدرسة البلجيكية في ما يتعلق بتنفيذ مشاريع وشراكات تربوية وثقافية ذات الاهتمام المشترك..
كما جرى حفل تدشين المدرسة البلجيكية بالرباط بحضور نائب رئيس حكومة والوني بيير-إيف جيهوليت، وكاتب الدولة البلجيكي المكلف بالتجارة الخارجية، بيتر دي كريم والمندوب العام لفيدرالية والوني-بروكسيل بالمغرب موتونوبو كاساجيما.
كما أشرفت الأميرة أستريد، في نفس اليوم على وضع الحجر الأساس لبناء السفارة الجديدة لبلجيكا بالرباط.
وقال نائب الوزير الأول البلجيكي أن هذا المشروع المعماري يعيد إحياء الرياض المغربي التقليدي، وسوف يستفيد، بشكل كامل، من المناخ الاستثنائي لمدينة الرباط، مشيرا إلى أنه سيتم تجهيز الواجهات بلوحات شمسية عمودية، ما سيزيد من جمالية المشروع وتحسين نظام العزل الحراري.
وأشار إلى أن هذه السفارة ستجسد، في نفس الوقت، أولويات السياسة الخارجية المغربية-البلجيكية، ولاسيما ضرورة تحقيق قفزة نوعية في المعركة ضد الاحتباس الحراري، وإبراز المعرفة والابتكار التكنولوجي البلجيكي، وتطوير شبكة دبلوماسية في المستقبل، مبرزا أن الأمر يتعلق بأول سفارة بدون طاقة
من جانبها، أكدت مونية بوستة، كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن وضع حجر الأساس لبناء السفارة الجديدة لبلجيكا بالرباط، يعكس بوضوح إرادة البلدين في تعزيز وتحفيز الروابط الشاملة التي تجمعهما، معربة عن شكرها لحكومة بلجيكا لاختيارها لنموذج بيئي في تصميم مقر السفارة الجديدة.
وتقود الأميرة أستريد وفدا هاما، يضم عدة وزراء فيدراليين وجهويين، ونحو 400 فاعل اقتصادي يمثلون أزيد من 250 شركة، في إطار بعثة اقتصادية بلجيكية إلى المغرب من 25 إلى 30 نونبر الجاري.م