يخلد المغرب إلى جانب الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، خلال الفترة الممتدة بين 12 و 18 نونبر، الأسبوع العالمي للاستخدام الجيد للمضادات، ويُحْتَفَل به هذه السنة تحت شعار" تعامل مع المضادات الحيوية بحرص".
ودعت وزارة الصحة عموم المواطنات والمواطنين إلى عدم تناول المضادات الحيوية مطلقا بدون وصفة طبية، مع احترام الجرعة ومدة العلاج طبقا للوصفة الطبية، كما دعت إلى عدم إعادة استعمال المريض أو أي شخص آخر لما تبقى من مضاد حيوي تم الحصول عليه بواسطة وصفة طبية سابقة.
وفي نفس السياق، سبق لمجلة علم الأوبئة والصحة العامة، أن نشرت دراسة تحت عنوان "تطور استهلاك المضادات الحيوية في المغرب (2003-2012)، أظهرت من خلاله أن "استهلاك المضادات الحيوية في المغرب قد زاد من 9.68 جرعات يومية محددة لكل 1000 نسمة في اليوم في سنة 2003 إلى 13.85 جرعة يومية لكل 1000 نسمة، في ليوم الواحد خلال سنة 2012.
وفي تصريح لموقع يابلادي أكد الدكتور عبد الإله بناني، المتخصص في أمراض الغدد الصماء، "تفشي ظاهرة استعانة المغاربة بالتطبيب الذاتي والتوجه إلى الصيدليات بدون استشارة طبية"، مضيفا أن هذه الأدوية، أصبحت تستخدم على نطاق واسع، خاصة فيما يخص الأمراض الفيروسية ونزلات البرد، حيث أن المريض يلجأ إليها كخيار أول حتى وإن لم يستلزم الأمر ذلك.
ومن جانبها، ألقت وزارة الصحة أيضا اللوم، على الصيدليات الني تمنح المضادات الحيوية للمرضى، وحتى وإن لم يتطلب الأمر ذلك.
من جانبه قال الدكتور المرابط مصدق، وهو طبيب عام، في تصريح لموقع يابلادي، "في بعض الأحيان، عندما لا يستدعي الأمر، أن نصف مضاد حيوي للمريض، يخرج المريض غير راض من العيادة".
ويرى المتحدث ذاته أنه يجب تحسيس المواطنين "أولاً وقبل كل شيء، بضرورة التوجه واستشارة الطبيب وتوعيتهم بأن المضادات الحيوية ليس دائما مناسبة".
وعلى هذا الأساس، شدد بناني على دور الطبيب في إرشاد المريض و قال "يجب على الطبيب التواصل بشكل جيد مع المريض، وإعطائه شرحا مفصلا عن وضعيته الصحية، وطمأنته وإرشاده، ومطالبته بانتظار 48 ساعة تحت المراقبة لمعرفة ما إذا كانت الأمور ستتحسن".
وأثبت بعض التحقيقات أن استخدام المضادات الحيوية في بعض الأحيان، يمكن أن يزيد من معدل المقاومة لهذه الأدوية، وتقول سميرة سراجوي، التعي تعمل بمختبر الصيدلة والسموم بكلية الطب والصيدلة بالرباط أن "الوعي أمر أساسي في المغرب، فلهذا يجب أن يغير الأطباء والأسر المغربية عاداتهم بدء من الآن" وخلصت المتحدثة في كلامها المنشور في مقال تحت عنوان "المقاومة الجرثومية، الوضعية الراهنة بالمغرب"، "أنه حان الوقت لكي تدرك جميع الجهات المعنية خطورة هذه المشكلة، كما يجب تبني سياسة مراقبة منح المضادات الحيوية".