تعيش مدينة دبدو، على مدى ثلاثة أيام، على إيقاع تظاهرة ثقافية تحمل عنوان "مواعيد التاريخ في دبدو"، تتوخى إبراز التجربة التاريخية العريقة لهذه المدينة في إفشاء قيم التعايش والانفتاح في أرقى صورها ونماذجها.
وتوقف باحثون خلال هذا الحدث الثقافي، الذي تنظمه جمعيتا "أصدقاء دبدو" و"القصبة للتنمية والتعاون الاجتماعي" بشراكة مع سفارة فرنسا بالرباط، عند ملامح التنوع في تاريخ وثقافة هذه المدينة التي مثلت فضاء نموذجيا للتعايش بين اليهود والمسلمين في أجواء يطبعها الاحترام والتقاسم والعيش المشترك.
وفي هذا الصدد، أبرز المشاركون في افتتاح هذه التظاهرة التي انطلقت فعالياتها مساء اليوم الأحد، أوجه التعايش النموذجي بين اليهود والمسلمين في هذه المنطقة عبر التاريخ. كما تم خلال هذا اللقاء، الذي نشطه كتاب وباحثون، تسليط الضوء على التراث اليهودي المغربي، باعتباره رافدا من روافد الثقافة الوطنية.
وبحسب المنظمين، فإن "مواعيد التاريخ بدبدو" تتوخى الإسهام في النهوض بالتنوع الثقافي وتثمينه واستجلاء الذاكرة التاريخية لهذه المنطقة التي شكلت، عبر القرون، عنوانا للإيمان بالقيم الإنسانية المشتركة.
وتحتفظ دبدو (50 كلم عن مدينة تاوريرت) بمآثر تاريخية تؤشر على حقب زمنية متنوعة. كما تعد فضاء طبيعيا يتسم بجمال لافت ويمتد على مدى الجبال والسهول الذي تؤثث هذه المنطقة ذات المواصفات السياحية الجذابة.