الحكومة لا تستبعد وقوف جهات انفصالية وراء أحداث الداخلة

لم تستبعد الحكومة المغربية أية فرضيات من الفرضيات حول أسباب وملابسات الأحداث المأساوية التي شهدتها مدينة الداخلة منذ الأحد الماضي مباشرة بعد انتهاء مباراة في كرة القدم جمعت بين فريقي مولودية الداخلة وشباب المحمدية برسم البطولة الوطنية وانتهت لصالح فريق المحمدية.

وقال خالد الناصري وزير الاتصال والناطق الرسمي للحكومة "إننا نعتقد حتى الآن أن الأمر يتعلق بأحداث شغب مرتبطة بمباراة في كرة القدم "، مشيرا إلى أن الحكومة "لاتستبعد وجود فرضيات أخرى يجب التعامل معها ".
وأضاف الناصري الذي تحدث مباشرة بعد اجتماع لمجلس الحكومة أن أحداث العنف التي عرفتها الداخلة لم تكن أحداثا عفوية، وأنه من البديهي أن هناك "أياد خفية تتحرك من وراء الستار". غير أن الناصري لم يذهب إلى حد اتهام جهة ما محددة بالوقوف وراء العمل على تأزيم الوضع في الداخلة، واكتفى بالإشارة إلى أن هناك تحقيقا قضائيا مفتوحا تقوم به النيابة العامة في مدينة العيون.

وأكد الناصري أن نتائج التحريات هي من سيحدد الجهة التي تقف وراء هذه الأحداث وأن " الدولة  لها الشجاعة الكافية لإعلان الإدانة لمن تثبث التحقيقات تورطه ومسؤوليته في هذه الأحداث".

واعتقلت السلطات  حتى الآن 25 شخصا يشتبه أنهم  ضالعون في أحداث العنف التي أودت بحياة سبعة أشخاص. وتناقلت مصادر إعلامية أخبارا بالعثور على عربات متروكة خارج مدينة الداخلة حملت بعض المغطيات وأدلة على تورط جهات خارجية بتوجيه مسار الأحداث نحو سيناريو مشابه عرفته مدينة الداخلة خلال المهرجان الموسيقي الذي احتضنته في شهر فبراير الماضي.

 ولعل من العناصر الذي تؤكد تورط البوليزاريو في أحداث الداخلة هو المواكبة الإعلامية التي تقوم بها العناصر الانفصالية لجميع التحركات التي شهدتها الداخلة. في هذا السياق سارعت جهات محسوبة على البوليزاريو إلى الاتصال بمكتب الأمم المتحدة المكلف بالإشراف على الاستفتاء في الصحراء الغربية وعملوا على تقديم أحداث الداخلة على أنها أعمال مقاومة يقوم بها الشعب ضد السلطات المغربية.

وفي السياق نفسه سارع زعيم البوليزايو محمد عبد العزيز إلى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة  إلى التدخل من أجل حماية الانفصاليين في الداخلة، منتقدا في الوقت نفسه تدخل عناصر الأمن المغربية من أجل إرجاع الأمور إلى نصابها.

يتعلق الأمر إذن بالسيناريو نفسه الذي جرى في العيون قبل أشهر، أعمال شغب وعنف وتغطية إعلامية وسياسية مكثفة تواكبها وتسعى إلى خلق مكاسب على الأرض. ولعل ما تطمح إليه البوليزاريو هو توسيع مهام المينورسو لتشمل قضايا حقوق الإنسان حتى يتسنى للبوليزايو تهديد الأمن الداخلي في الأقاليم الجنوبية بكل حرية تحت حماية أممية باسم احترام الحق في التجمع والاحتجاج.