حقق المنتخب المغربي لكرة القدم فوزا صعبا بهدف لصفر على نظيره لجزر القمر ، في المباراة التى جرت مساء اليوم السبت على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس ، وذلك برسم الجولة الثالثة لمنافسات المجموعة الثانية من تصفيات كأس أمم افريقيا ،التي من المنتظر أن تستضيفها الكاميرون صيف 2019 .
فمن رحم المعاناة ،حسم المنتخب المغربي النتيجة لصالحه في الانفاس الاخيرة من المباراة ، حيث تمكن متوسط الميدان فيصل فجر في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع من تسجي الهدف الوحيد عن طريق ضربة جزاء، احتسبها الحكم الموريتاني لمغيفري بوشعاب بعد عرقلة واضحة للظهير الأيمن اشرف حكيمي ،الذي توغل في مربع العمليات .
فأمام جمهور غفير قاربة 30 الف مناصر ، قد قدم المنتخب المغربي واحدة من أسوء المباريات التي خاضها على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس ، حيث غاب الانسجام المعهود بين العناصر الوطنية ،وافتقدوا للانضباط التكتيتي الذي ميز عروضهم خلال المباريات السابقة .
وخلال الشوط الاول من المباراة ،بسط المنتخب المغربي سيطرة عقيمة على مجريات اللعب في ظل غياب الفعالية أمام مرمى الحارس علي حمادة ،حيث افتقد المنتخب المغربي للنجاعة المطلوبة و أضاع عناصره مجموعة من فرص التسجيل .
بالمقابل فضل منتخب جزر القمر، الذي قدم مباراة بطولية ، التراجع الى الوراء و تدعيم الجبهة الدفاعلية و الاكتفاء بالهجمات المضادة وهو ما نجح فيه الى أبعد حدود ، حيث شل تحركات الثلاثي يوسف النصيري و خالد بوطيب و نور الدين امرابط .
و اتضح خلال هذا الشوط أن المنتخب المغربي عانى كثيرا من غياب اللاعبين الذين يأتون بالحلول الفردية و في مقدمتهم المارد حكيم زياش وأمين حارث المصابين ،علاوة على ضعف اللياقة البدنية لمتوسط الميدان امبارك بوصوفة و الظهير نبيل درار و كذا المهاجم خالد بوطيب، اللذين تم تغييرهما مع مطلع الشوط الثاني، و استبدلا تباعا بالمدافع حمزة منديل و المهاجم أيوب الكعبي .
وكانت أبرز فرص التسجيل خلال الشوط الاول قد شهدتها الدقيقة 23 عندما أضاع المدافع رومان سايس فرصة سانحة للتسجيل ،حيث لم يحسن استغلال كرة طائشة ، و كذلك في الدقيقة 30 حيث مرت قديفة قوية للاعب فجر محادية لمرمى الحارس علي حمادة ، تلتها فرصة اخرى في الدقيقة 30 كان وارءها المدافع مروان داكوسطا الذي سدد الكرة بقوة على بعد 30 متر الا انها مرت على مرمى حجر من شباك الخصم ،و أخرى في الدقيقة 34 بواسطة المهاجم يوسف النصيري .
و جاء الشوط الثاني نسخة طبق الاصل لمجريات الجولة الاولى ، حيث مارس المنتخب المغربي ضغطا متواصلا على الفريق الخصم لكن بدون فعالية ، مما جعل الشك يذب في نفوس اللاعبين المغاربة، و اعتمدوا طريقة لعب مطبوعة بالعشوائية في التمرير بدل القيام بالهجمات المنظمة التي ميزت أداءهم في المباريات السابقة .
و خلال هذا الشوط فضل الناخب الوطني هيرفي رونار تعزيز الجبهة الهجومية باقحام اللاعب وليد ازارو بدل امبارك بوصوفة الذي يفتقد للتنافسية بالنظر لعدم توفره على فريق ،مما كان سببا في توقيعه على مردود باهت .
وأعطى إقحام وليد أزارو نفسا جديدا لهجوم المنتخب المغربي ، الذي كان قريبا من التسجيل في أكثر من مناسبة خاصة بواسطة نور الدين امرابط ، و يوسف النصيري و أيوب الكعبي و كذا وليد أزرو الذي خلق مشاكل لدفاع منتخب جزر القمر بالنظر لقوة اختراقه و اندفاعه البدني .
و خلال العشر دقائق الاخيرة ،و بفضل المؤازة الجماهرية ، مارس عناصر المنتخب المغربي ضغطا متواصلا على دفاع منتخب جزر القمر ، وأضحى يناور عبر انسلالات الظهيرين حمزة منديل وأشرف حكيمي ، هذا الاخير الذي توغل في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع في مربع العمليات بعد تبادل كروي مع المهاجم ازارو ، ليتم اسقاطه من قبل احد المدافعين ، مما جعل الحكم الموريتاني لمغيفري بوشعابلا يتردد في احتساب ضربة جزاء واضحة سددها بنجاح اللاعب فجر ،مهديا للمنتخب المغربي فوزا ثمينا قد يسهل مأموريته في لقاء الاياب الذي ستحتضنه العاصمة موروني الثلاثاء المقبل.
وبهذا الفوز ،رفع المنتخب المغربي رصيده إلى 6 نقاط في المركز الثاني، بفارق نقطة واحدة عن المتصدر المنتخب الكاميروني الذي فاز أول أمس الجمعة على نظيره المالاوي (3 نقاط) بهدف للاشيء، فيما ظل منتخب جزر القمر في المركز الأخير بمجموع نقطة واحدة.