قال مزوار في تجمع جماهيري بالصخيرات إن حزبه ، حزب التجمع الوطني للأحرار، سوف يفوز ب 20 في المائة من الأصوات، وان الأحرار سيحضون بقيادة الحكومة المقبلة. بل وذهب مزوار إلى تأكيد تنظيم حفل شاي لوداع الوزير الأول الحالي عباس الفاسي، على غرار ماجرى به العمل مع وزراء أولين سابقين المنتهية ولايتهم، وحدد الجمعة 14 أكتوبر المقبل موعدا لتنظيم الحفل.
وفي الوقت الذي مازالت فيه الحكومة "تترد" في تحديد تاريخ الموعد الانتخابي المقبل، سارع مزوار إلي إعلان تاريخ السابع من أكتوبر المقبل موعد لإجراء الانتخابات التشريعية المقبلة.
ولا تخفى الطبيعة "التسخينية" لتصريحات وزير الاقتصاد والمالية المغربي، حيث جاءت وسط تجمع للشباب الأطر قد يهدف الحزب إلى استقطابها، وهدفت إلى احتلال مركز متقدم استباقي في سباق الفوز بالانتخابات المقبلة والترشح لمنصب الوزير الأول المقبل، خصوصا وأن هذا الأخير بات بحكم الدستور الجديد في حوزة الحزب الذي سيحتل المرتبة الأولى من حيث المقاعد في البرلمان.
ويقدم مزوار نفسه باعتباره رجلا تقنوقراطيا وسياسيا، يميل إلى الحلول العقلانية والبرغماتية الاقتصادية، وأنه يستطيع أن يحقق نسب نمو هامة تقفز باقتصاد البلاد. في هذا السياق قال مزوار في تصريح للصحافة أمس إن المغرب يسير في اتجاه تحقيق نسبة نمو تفوق نسبة 5 في المائة في سنة 2012 مع الحفاظ على التوازنات الأساسية والماكرو اقتصادية.
الجانب التقنوقراطي لمزوار يستقيه من تكوينه الأكاديمي في العلوم الاقتصادية بجامعة غرو نوبل بفرنسا، ثم بالخبرة الميدانية التي راكمها بالقسم الاداري في وكالتي توزيع الماء والكهرباء، ثم بمسؤوليته في مجال النسيج ومقاولاته..
بيد أن التقنوقراطية لاتعني في المغرب نفيا للسياسة، حيث أن مزوار التقنوقراطي هو اليوم زعيم لحزب الأحرار، وكانت بداياته الأولى في العمل الحكومي مشروطة بقربه من مراكز النفوذ. وهو ما أكده مساره بعد 2004 حيث كان أن التحق بحركة "حركة كل الديمقراطيين " التي اعتبرت النواة الأولى لحزب الأصالة والمعاصرة.
مزوار إذن خيار مطروح، بين خيارات أخرى أمام السلطة لتنظر في شخص الوزير الأول المقبل. فوزير المالية الحالي ليس من جيل عباس الفاسي، ولا يجر وراءه "شرعية تاريخية" كانت لليوسفي وبوستة من قبل. بل هو يبدو أقرب أكثر إلى النموذج الذي قدمه جطو : رجل الأعمال الذي يمارس السياسة، مع فرق هام هو أن مزوار اليوم، وبالرغم من انتمائه إلي التجمع الوطني للأحرار فهو مقرب من رموز البام. وهذا ما يشكل نقطة قوة في ملف ترشيحه للوزارة الأولى المقبلة. بيد أن ذلك قد ينقلب نقطة ضعف بالنظر إلى ما يكابده أصدقاء الهمة اليوم من مشاكل في تواصلهم مع شارع مازال يواصل الاحتجاج.
والى حين إعلان الداخلية عن تاريخ الاستحقاق المقبل، يبدو أن مزوار سيواصل خرجاته الإعلامية في ما يشبه ترتيبا قد يبلغ أخر حلقاته بتولي مزوار المنصب "المتوخى"، أو قد يسقط الحلم كله بعثرة من الوزير خلال الانتخابات المقبلة أو بقرار من أهل الحل والعقد بالبحث عن وجه جديد يلائم مناخ الدستور الجديد.