شهدت مدينة اسفي يوم الاثنين الماضي فاتح غشت مواجهات عنيفة لعدة ساعات بين المئات من الشباب العاطلين عن العمل و رجال الشرطة تسببت حسب جريدة ليكونوميست في جرح 26 من عناصر الأمن و35 من الشباب المحتج الذين نقلوا جميعا إلى مستشفى المدينة.الوضع كان متدهورا تقريبا في كل من أجزاء هذه المدينة التي تبعد 256 كلم عن الدار البيضاء.
بالمقابل تدخل الأمن لساعات متأخرة من الليل من أجل فض اعتصام 100 شخص بخط السكة الحديدية الرابط بين المركب الكيماوي لأسفي و محطة القطار و ميناء المدينة الذين كانوا يطالبون بتوظيفهم بالمركب التابع للمكتب الشريف للفوسفاط من خلال وعود منحت لهم من طرف مسؤولين وذلك بغية لتفادي الاحتجاجات التي عطلت إنتاج الفوسفاط في المناطق الفوسفاطية خلال الأشهر الأخيرة.
و في نفس السياق انضم شباب من الأحياء الفقيرة إلى المحتجين و واجهوا بدورهم قوات الأمن بشكل عنيف مما تسبب في حرق المباني العمومية في كل من أحياء الزاوية و القليعة التي كان يقطن بها الشاب كمال عماري عضو حركة 20 فبراير الذي وافته المنية في يونيو الماضي عقب احتجاجات للحركة. التظاهرات بأسفي استمرت إلى حين مساء يوم الاثنين الشيء الذي أدى إلى تدخل الشرطة حيث ألقت القبض على 6 من المحتجين بتهمة إضرام النار في الإدارات الترابية لحي سيدي واصل باسفي و إحراق ما بها من مكاتب ووثائق إدارية متعلقة بساكنة الحي حيث أحيلوا على المحكمة صباح يوم أمس.
عرفت تظاهرات الشباب العاطل تزايدا ملحوظا في الاونة الأخيرة فبعد خريبكة الرباط والعيون كلميم و اسفي حيث أصبحت هذه الأخيرة تعاني من حدة ارتفاع التوتر خصوصا بعد وفاة كمال العماري ، و اعتبر الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري بأن هذه التجاوزات الخطيرة خارجة عن نطاق التعبير الديمقراطي.