قال ميشيل جارود الأمين العام الفخري للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن السنوات التسع الأكثر حرارة ،بحسب السجلات العلمية الموجودة ،حدثت جميعها منذ عام 2005. وأضاف ،في حديث لوكالة الأنباء القبرصية على هامش مؤتمر دولي تحتضنه نيقوسيا حول التغيرات المناخية في حوض المتوسط ،أن درجات الحرارة ،المسجلة في كل عقد خلال ال 40 سنة الماضية ،آخذة بالازدياد اكثر من العقد الذي يسبقه.
وقال إن أدلة علمية كثيرة تبين أن المناخ يتغير بسبب الأنشطة البشرية المزاولة ،ولذلك ”انعكاسات كثيرة على قطاعات اقتصادية اجتماعية متعددة ،كالصحة ومصادر المياه والطاقة والسياحة والأمن الغذائي على سبيل المثال لا الحصر. هذا بالإضافة لما نشهده من زيادة تكرار هذه الظاهرة لتكون مصاحبة أو بارزة بشدة تعدد حالات الطقس القاسي و الحوادث المناخية".
وسيجمع مؤتمر نيقوسيا علماء بارزين وصانعي قرارات للمساهمة في إعداد وتنفيذ حلول لمنطقة عرضة للتغير المناخي في حوض البحر الأبيض المتوسط و الشرق الأوسط.
وأكد قائلا "ان هذه القضية لا يمكن لأي دولة أن تعالجها بنفسها، فالتغيرات المناخية التي نشهدها الآن أو التي نتوقعها تتضمن موجات حرارة شديدة و متكررة إضافة الى الجفاف و حرائق الغابات".
ومضى قائلا ”إن هذه التغيرات قد تكون شديدة لدرجة قد تصبح فيها أجزاء من المنطقة غير صالحة لعيش الإنسان فيها“.
وفيما يخص حوض المتوسط أضاف بأن مستوى البحر سيرتفع بشكل كبير. وحذر قائلا "سيرتفع مستوى البحر الأبيض المتوسط بشكل كبير، ليؤثر على نشاط مناطق ساحلية هي مرتفعة أصلا لتشمل دلتا النيل. ومن المحتمل ان تنتشر بعض الأمراض المحصورة الآن فقط في المناطق شبه الاستوائية باتجاه نحو الشمال ،أو أبعد من ذلك ،إضافة الى احتمال تأثر التنوع الحيوي والبيولوجي بشدة".
وقال "إن الأعمال المنعزلة ،والتي تأتي بمنافع قصيرة الأمد لبعض الدول المنفردة أو التي تلبي مصالح بعض القطاعات تعتبر وصفة حتمية للفشل. إنه لحري بنا ان نقوم بخطوات صلبة مع جميع الدول و عبر كافة الأجيال وهذا أمر جوهري“.