تستهدف شبكات إجرامية مغربية في هولندا يطلق عليها اسم "موكرو مافيا" (أي المافيا المغربية)، الشباب والأطفال اليافعين للعمل في صفوفها، ما يجعل مستقبلهم على كف عفريت.
وتعمل هذه الشبكات الإجرامية على تجنيد الشباب "للقيام بأعمالها القذرة"، وتقوم بمدهم بأسلحة كلاشنيكوف من أجل تصفية الضحية المستهدف مقابل مبلغ مالي قدره 5000 يورو عن كل جريمة قتل.
وأوضح رئيس اتحاد الشرطة الهولندية أن هؤلاء الشباب "ينحدرون غالبا من عائلات فقيرة، ويطمحون للحصول على المال، ويوهمونهم أنهم سيعتنون بهم وأنهم سيقدمون لهم المال والسيارة وسيحسنون وضعهم الاجتماعي".
لكن ينتهي المطاف بالكثير منهم بحسبه وراء القضبان، ويحكم عليهم بخمس سنوات سجنا "فقط" نظرا لصغر سنهم، ويتركون وراءهم عائلات مدمرة ومرعوبة.
ويتم تجنيد الشباب "من أصل مغربي غالبا" قبل القيام بعمليات التصفية بمدة طويلة من أجل تدريبهم، وفي تصريح لنعيمة أجواو، وهي سياسية من أصل مغربي مستقرة في هولندا لأكثر من 20 سنة، قالت لموقع يابلادي إنه يتم توظيف هؤلاء الشباب "من أصل مغربي عموما" قبل عمليات التصفية بوقت طويل، و أضافت أن "من بين هؤلاء أطفال أعمارهم ما بين 12 و 13 سنة، يقومون بمراقبة الأحياء ونقل البضائع".
أطفال دون مستقبل
وتابعت نعيمة أجواو، العضو في جمعية "نساء من أجل النساء"، التي يقع مقرها بأمستردام، أنهم "إما ممن لا بذهبون للدراسة أو أنهم يقومون بهذه الأعمال بعد انتهاء حصصهم الدراسية". وتحاول المنظمة غير الحكومية الإشراف على هؤلاء الشباب وتوجيههم وتحفيزهم لمواصلة دراستهم من أجل محاربة هذه الظاهرة.
وتقول نعيمة أجواو إنه لا يمكن تحقيق هذا الوعي والتغيير دون مساعدة الأسرة التي تلعب أيضًا دورًا مهمًا للغاية. لذلك تصاحب جمعية "نساء من أجل نساء" أمهات الأسر المغربية المتضررة من "الموكرو مافيا".
وترى نعيمة أن "عدم اتقان اللغة الهولندية" يشكل عائقا كبيرا ويخلق فجوة حقيقية بين الأم وابنها، لذلك تقدم الجمعية دروسا في اللغة الهولندية للأمهات بهدف ملء هذا الفراغ الخطير، كما تنظم ورشات عمل لتمكينهن (يعملن ربات بيوت عادة) من تعلم مهنة جديدة توفر لهم دخلا خاصا.
وأكدت نعيمة على دور الأمهات، مشيرة إلى أن الفتيات أيضا تقعن ضحية لهذه العصابات، وأوضحت استنادا إلى بحث ميداني قامت به، أنه "على الرغم من أن هذه الفتيات لم ترتكبن جرائم قتل، مثلا، إلا أنهن تتأثرن بهؤلاء المجرمين من خلال زواجهن بأحدهم مثلا".
Burgemeester Van Aartsen op bijeenkomst georganiseerd door moeders: ‘We zijn het aan Mohamed(Bouchikhi) verplicht om samen iets moois te maken van onze samenleving.’ pic.twitter.com/mGap0FLW05
— Sofyan Mbarki (@sofyan_mbarki) 2 février 2018
وتابعت نعيمة أجواو أنه "من المسلم به أن التمييز موجود في المجتمع الهولندي، ولكن إذا لم نتحرك فلن نلوم إلا أنفسنا. يجب على المجتمع التصرف أولا قبل اللجوء إلى السلطات والحكومة الهولندية ".
ونظمت الجمعية في أوائل شهر فبراير الماضي، في إطار أعمال المجتمع المدني اجتماعًا بين أمهات ضحايا الموكرو مافيا ورئيس بلدية أمستردام، جوهان فان إرتسين، وهو الاجتماع الذي تحدثت فيه ربات الأسر عن مختلف المشاكل التي تواجههن.
ومن جهة أخرى، تواصلت الجمعية مع وزارة الشؤون الخارجية في المغرب. وعلى الرغم من أنه لم يتم تسجيل أي تعاون ملموس في الوقت الراهن، إلا أن نعيمة أجواو تأمل في الحصول على المساعدة والدعم من الحكومة المغربية في المستقبل القريب.